حرية الرأي تفشل مشروع الظلاميين

كلما كبرت واتسعت مساحة الحريات «المنضبطة» للرأي الأخر كلما تقدمت خطى الإصلاح والإبداع والتنمية البشرية، زائدا الشجاعة الأدبية النهضوية للمثقف والعالم والخطيب والكاتب والباحث مما سيدفع المجتمعات بخطى أسرع في الاقتراب نحو تحقيق حقوق الإنسان كاملة، والى الارتقاء بشكل متقدم ملموس على جميع الاصعده.

وهذا من شانه أن يحجم ويعطل حركة الرافعات والشماعات والفزاعات والسيمفونيات وايقاعاتها النشاز للظلاميين، وبالتالي ستكون عندئذ جميع ادوات المتطرفين ووسائلهم وافتراءاتهم الكاذبة ’باسم الغيرة على الدين في مهب الريح والتي تمتلكها هذه القوى الظلامية والتكفيرية و«كان وخواتها» التى تفقس وتغدي العنف والارهابيين والمنظريين الغلاة والعكس صحيح تماما.. وحين حظيت بالحضور في بعض المنتديات الثقافية بمنطقة القطيف المنتظمة شهريا او اكثر احيانا واسبوعيا كمنتدى الاستاذ جعفرالشايب، ودوريا في منتدى الاستاذ نجيب الخنيزي، ومنتدى الاستاذ جعفر تحيفه ومنتدى الاستاذ المهندس عباس رضي الشماسي.

رأيت وسمعت محاضرات لـأساتذه اكاديميين وادباء ومثقفين ودينين مايثلج الصدور من حيث الجرأه والمضمون. ناهيك عن مايكتب في بعض صحافتنا المحلية، وهذه وتلك هي دلالات على إن رقعة مساحة حرية التعبير للراي الاخر قد تقدمت خطوات مقارنه الى ماقبل عقد او عقدين من الزمن ويقال «ان قطع مسافة الف ميل تبدء بخطوه» وهذا لايعني اننا قد بلغنا ووصلنا الى المستوى المطلوب من حرية الرأي الاخر وحرية حراك المؤسسات المدنية بل لم تبدأ بعد حتى مسيرة منافحة مثيري الفتن والفتاوى الطائفية والمحرضين على العنف بين المسلمين وضد الطائفة الشيعية خصوصا وفي وضح النهار يفتون ويحرضون ويشتمون دون رادع «ومن أمن العقوبة أساء الأدب» أمثال «...و...» و... إلخ.

الذين شوهوا سمعة البلاد والعرب والمسلمين والإسلام في العالم، وأشعلوا الفتن بين المسلمين أنفسهم وبين الأديان كذلك، وما زالت هذه النفوس المريضة تراهن على هذه الأجندات المخلة بالأخلاق وبالأمن والاستقرار حتى آخر أنفاسهم.

كما ولحظت في الخطاب لمنبر عاشوراء 1431هـ قد تميز من بعض الخطباء المميزين الكفؤوين في خطاباتهم وأحاديثهم وعلى سبيل المثال السيد منير الخباز.

الميال في كثير من الاحيان الى الشرح المسهب في تفسير الاحاديث الغير مطروقه وفي الفلسفه المبسطة لتنويرالمتلقين عن بعض العلوم الدينيه نظرا لكونه خطيب وغزير في العلوم الدينية على الخصوص وكذلك سماحه الشيخ والخطيب المفوه الشيخ حسن الصفار هؤلاء وامثالهم «وهم قله» الذين انطلقوا من الخطاب التقليدي للمنبر الحسيني الى فضاء اوسع، وتحديث في القراءه بحيث ارتقت الى مستوى القراءه النقدية الاجتماعية والسياسيه والوطنية والقضايا الشبابية وهموم الناس بمختلف الاطياف لقد لامس الشيخ حسن الصفار كل هذه الهموم الانسانية والمعاشيه والقيم الاخلاقية لدى الاجيال الجديده وابداعاتهم وطموحاتهم ومعالجة منزلقات بعضهم في ممارسة العنف ضد بعضهم وضد مجتمعاتهم كما تناول قضايا السياسه والوحده الوطنية وحرية التعبير للراي الاخر واصلاح مناهج التعليم والعمل من اجل التغيير الى الافضل ومن اجل تحقيق حقوق الانسان وما الى ذلك من هموم الناس وشؤونهم وشجونهم انه فعلا خطاب توعوي واستنهاضي معاصر ومميز وللحقيقة والانصاف ان هذا الخطاب الحسيني الشامل قد اطل علينا منذ وقت ليس بقصير بيد ان هذا العام قد تميز في شفافيته وجرأته وبعد ادبياته اكثر من أي عام مضى.... اذن نستنتج من خلال ذلك بانه كلما اتسعت مساحة حرية الراي الاخر في التعبير والكتابة والتأليف وفي الابداع بشتى انواعه ومضامينه كلما اقتربنا من تحجيم مشاريع الاشرار والاشباح التكفيريين الظلاميين واعداء الاصلاح والتوحد الوطني والمتقولين على الدين وافشال وتعطيل مشاريعهم في تزوير التاريخ وتزوير بعض خرائط الجغرافيا واسمائها.

6/1/2010م
كاتب وصحفي- الشرقية - القطيف