وجهة نظر خاطفة على موسم المحرم ومحاضرات الصفار

أحيى المسلمون الشيعة في كل مكان ذكرى إستشهاد الامام الحسين   واجتهد الناس في العطاء المادي والمعنوي والوقتي وغيره لتجديد الولاء والإنتماء لأهل البيت .

كما سعى الناس في القطيف لسماع المحاضرات والمشاركة في المآتم، حيث كانت فئة تسعى للخطاب الحسيني وأخرى تسعى للمحاضرات المتنوعة وصنف يحاول أن يجمع بين الفكر والنعي الحسيني, وجماعة تسعى الى أي مجلس عزاء يناسب وقتها ولا تدير إهتماماً كثيراً لنوع المحاضرة.

لذا حاولت أن أسعى لأكون من الصنف الباحث عن الفكر والنعي الحسيني فاخترت مجلس سماحة الشيخ حسن الصفارمع إحترامي لجميع الخطباء.

أعتقد انه كان موسماً موفقاً ناجحاً ومتنوعا من الناحية الدينية والنفسية والاجتماعية والسياسية, وأُعجبت كثيرا بمحاضرات الشيخ الصفار, و كان أبرزها كسب السمعة الحسنة للفرد والمجتمع، وحقوق الإنسان بين المحلية والعالمية، والوحدة والخصوصيات المذهبية، والحسين نداء العدل والمساواة.

وقد ركز سماحته على أمور مهمة كان أبرزها المطالبة بفتح ملف لقضية العنصرية المذهبية وقال بأن حديث الإعلام لم يعد مجدياً مادام هناك مواطنون يشعرون بأنهم من الدرجة الثانية ! كما طلب من فئة الشباب خصوصاً بذل المزيد من الجد والاجتهاد والتحصيل وأن يكونوا خير قدوة لا سيما الطلبة المبتعثين.

كما شدد على عدم فتح موضوعات تستغرق وقت وجهد الإنسان بلا فائدة عائدة عليه أو على المجتمع, وأكد على عدم الإنزلاق حول القضايا الغير منتهية وذات النفق العميق, وأكد على أن ولاء الشيعة للأرض والوطن وان إرتباطهم بالمراجع هو ارتباط ديني, كما دعا للالتفاف حول المرجعية.

وكان رده على إساءة الشيخ العريفي للسيد السيستاني رداً معتدلاً, وبيّن رأي الغرب في السيد السيستاني حفظه الله وكيف يُنظر له ولحكمته في إستقرارالعراق, بل كان مرشحاً لجائزة نوبل للسلام, ومقام السيد أعلى من ذلك.
 
كما أكد الشيخ الصفاربأن إجترارالألم والغبن لا يحل المشكلة, وإنما على كل فرد المطالبة بحقه وتحمل المسؤولية, وقد حذرسماحته من زيادة نسبة العنف والقتل وإنتشار المخدرات في الأوساط  الشبابية, كما دعا لدعم الجمعيات والمشاريع الخيرية.

وبالرغم من بذل الجهود من قبل بعض رجال الدين إلا أن المستمعين نادرا ما يكتبون أو يقترحون موضوعات عليهم, أو أن يطرحون حوارا أو نقاشا بعد المحاضرة بالمستوى المطلوب.

وإذا كان الإمام الحسين قد ضحى بنفسه وأهله وعياله من أجل الأمة, فنحن علينا أن نضحي بكل ما نستطيع من أجل أنفسنا ومجتمعنا ولرقي الدين والمذهب.