سماحة الشيخ حسن الصفار: المرأة بين واقع التهميش وإمكانات المشاركة

شبكة التوافق الإخبارية تقرير: ناصر أحمد الرهين، تصوير: أحمد سعيد قريش

بدأ سماحة الشيخ حسن الصفار محاضرته لليلة الرابعة في جامع الكوثر بالآية المباركة ﴿فاستجاب لهم ربهم؛ أني لاأضيع عمل عامل منكم من ذكر أوأنثى وبعضكم من بعض.

دار حديث الشيخ حسن الصفار حول محورين رئيسيين:

المحور الأول: المستقبل الزاهر للمرأة

وفيه تحدث سماحته عن أن التفاؤل بمستقبل المرأة يعني التفاؤل بمستقبل المجتمع بأكمله لأن المرأة هي اللبنة الأساس ولأن واقعها يؤثر على المجتمع بأكمله ذكورا وإناثا وأنه جزء لا يتجزأ منه.

فإذا وقع التهميش عليها فإن ذلك يقع على المجتمع كله ذكوراً وإناثاً فإنصافها من انصاف الرجل وتهميشها من تهميشه. لأنهما خلقا من نفس واحدة وحياتهم مشتركة وهذا ما وصفه الرسول الأكرم بقوله (النساء شقائق الرجال).

وقد أشار سماحته أيضا إلى طبيعة خلقة الرجل والمرأة حيث أن الرجل وتكوينه وطبيعته الخشونة بينما طبيعة المرأة هي العاطفة والحنان وهذا ما يتناسب مع دورها من أمومة ورعاية، لأن مجيء الإنسان عن طريق المرأة يجعل عاطفتها أكثر وأكبر.

فيجب على الرجل ان يحيطها بالعناية والتقدير فهي الأم والزوجة والبنت، وأن يبتعد عن نزعة الهيمنة والتي جعلت المرأة مظلومة عبر التاريخ.

وتطرق سماحته إلى ان الإسلام كرم المرأة من خلال الأحاديث ومنها حديث الإمام الباقر ان حواء خلقت من فاضل طينة آدم وأنها تجاوزت عهود الظلم والحيف في الجاهلية بفضل الإسلام الذي أعطاها حقوقها المشروعة.

وفي هذا السياق اشار سماحة الشيخ الصفار إلى انه على الرغم من أن الإسلام أعطى المراة حقوقها إلا أن المرأة في بلادنا الإسلامية لم تحصل على كل حقوقها وهو نتاج فهم مغلوط للتشريعات الإسلامية؛ وإن حصل تقدم بسيط فذلك بسبب ضغوط خارجية.

ومن التشريعات الإسلامية التي لم تفهم بالمعنى الصحيح مفهوم القوامة وهي تعني رعاية الزوج لزوجته والعناية بها لا الهيمنة والسيطرة عليها والتعدي على حقوقها.

وقد حث سماحة الشيخ على إعطاء المراة دور أكبر لتقوم بدورها على الوجه المطلوب وأوضح ان هنالك تغيير في واقع المراة في المملكة ولكنه يجري بوتيرة بطيئة ويحتاج إلى بذل جهد أكبر لإفساح المجال لها لتبدع وتبرز كفائتها على الصعيدين العائلي والإجتماعي.

المحور الثاني: الإرتقاء باهتمامات المرأة

وفيه تحدث عن المرأة بأن عليها أن ترتقي باهتماماتها وان تراعي جانب العفة في تعاملها مع الرجل وبين أن المرأة اليوم هي ضحية الإغراء والإغواء لنقص في إشباع عاطفتها.

اما من ناحية جانب الوعي الديني فقد بين أن المجتمع النسائي مرتع للخرافات لأن طبيعة المرأة عاطفية وتركز على الإرتقاء الروحي لذا تجد أن الوسط النسائي مليء بوسائل الشعوذة والدجل ومن هذا المنطلق فقد حذر سماحته من مغبة الوقوع في شرك هذه الممارسات الخاطئة.

ومن جهة أخرى فإن التوجه إلى الكماليات هو سمة من سمات المرأة وفي هذا الجانب شدد على عدم المبالغة في الكماليات وطرح بعض الإحصائيات عن النساء الخليجيات بأنهن يملكن مايقارب  364 مليار دولار نصيب النساء السعوديات منها 46 % وتسائل هنا أين تنفق؟ وقد أثنى على بعض الجمعيات الخيرية النسائية وأوضح أن هناك في مجتمعنا العديد من النساء بدأن بشق طريقهن نحو الإرتقاء.

وفي نهاية المجلس ضرب سماحته مثالاً لدور المرأة في قضية عاشوراء بذكره للسيدة زينب عليها السلام ودورها البطولي وقصة المرأة المؤمنة طوعة مع مسلم بن عقيل سلام الله عليه.