الصفار وأهل القطيف كما رأيتهم

في البداية أود ان أشير الى اني مواطن عادي جدا من أهالي المدينة المنورة، وقد رباني الوالد حفظه الله على عدم التفرقة بين المسلمين وغير المسلمين.

بعد أحداث البقيع المؤسفة اتصل بي والدي هاتفيا وسألني عن الذي رأيته من خلال معاملتي مع الشيعة في المنطقة الشرقية؟ فسألته عن سبب السؤال، فقال للأسف عندما نسأل هؤلاء المتشددين الذين شاركوا في أحداث البقيع عن سبب الاعتداء يقولون هؤلاء الرافضة فيهم كذا وكذا ونحن نريد ان نخرج المشركين من جزيرة العرب! إن هذا الكلام مضحك ولكنه في نفس الوقت خطير وناتج عن جهل عميق وصاحبه ضحية التعبئة الطائفية.
 
دعونا من هذا الكلام الفارغ وتعالوا معي لنعيش واقع الشيعة كما رأيته، حينما باشرت عملي هنا في المنطقة الشرقية وبالتحديد الدمام والجبيل لمست بأن إخواني الشيعة بشكل عام اناس محترمون وطيبون ولم أرى منهم عكس ذلك ابدا، وعندما قمت بالاختلاط معهم أعجبت بتعاملهم الطيب، وأصبحت في بعض الأحيان أتكلم بنفس طريقة كلامهم المميز والمعسول، وفي تلك الليلة اعجبت بهم أكثر حيث دعاني الأخ والزميل والكاتب الأستاذ عماد الدبيسي الى مجلس سماحة الشيخ حسن الصفار حفظه الله، وقبل أن احضر مجلسه كنت مشتاقا لمقابلته بعد أن حدثني الاخ عماد عنه كثيرا وكان يجلب لي الكثير من كتاباته الجميلة، وأخيرا قد أرسل لي رسالة على بريدي الالكتروني مضمونها الرد الرائع للشيخ الصفار على أسئلة الدكتور المحرج فيما يتعلق بالشتم والقذف.

عند دخولي الى المجلس وقف لي الشيخ الفاضل وابتسم ابتسامة عريضة ورحب بي بحرارة ولم يكاد يترك يدي عند مصافحته لي، وكانت هذه أول مرة اقابل فيها هذا الشيخ الجليل، وكان يقف لكل فرد يدخل مجلسه، وقد القى في مجلسه كلمة جميلة جدا عن التعايش مع الآخر بدأها بحديث جميل عن الأمام الصادق وفي الحقيقة استفدت كثيرا، وقد سمعت على لسان هذا العالم ما لم اسمعه من قبل، وبعدها فتح مجالا للنقاش وقد استفدت من عدة مداخلات لمجموعة من المؤمنين الفضلاء باختلاف شرائحهم، والشيء الجميل الذي لفت نظري انه كان من بين الحضور الشيخ المتواضع والكاتب في جريدة اليوم محمد الصفار الشقيق الأصغر للشيخ حسن والذي هو بدوره كان له مداخلة لطيفة في الموضوع ذاته، وقد أحسست بارتياح كبير حين لمست بأن هذا المجلس المبارك لا يوجد فيه أي نوع من أنواع التفرقة الطائفية حيث كان الكل يرحب بي ويعاملني باحترام شديد.

وأيضا بعد المجلس دعاني الأخ عماد إلى حضور حفل عقد قران احد أقربائه وفي البداية ترددت وخشيت الدخول لاني أنا الوحيد الغريب وخاصة بأن هذا الحفل يخص أقرباء الخاطب وليس حضور عام فبقيت أنتظر في السيارة فتفاجئت بخروج الجميع وإصرارهم علي بالدخول الى المجلس ولم أرى من أهل هذا المنزل ومن زواره سوى الأخلاق الطيبة والنظرات اللطيفة والضيافة اللامتناهية وأحسست اني بين أصدقائي وأحبائي ولست غريبا بتاتا، ولم يقبل الأخ عماد ان يرجعني الى منزلي قبل ان يقدم لي وجبة العشاء الدسمة، وأتمنى هنا بان لا يقفز احد المهرجين ويقول لي بأن كل هذا المدح سببه وجبة العشاء! يشهد الله بأن هذا ما رأيته بعيني وسمعته بإذني سواءا من الشيخ الصفار أو من اهل القطيف المحترمين، فعلا كانت ليلة مليئة بالفائدة والاحترام والطيبة والكرم وحسن الخلق، فمن هنا أتقدم بالشكر الجزيل للجميع على حسن الضيافة والتعامل الطيب وأتمنى أن تكون لقاءاتنا دائمة ومتبادلة.

وفي الأخير أقول لكل المتعصبين والمتشددين كفوا وتوقفوا عن تشويه سمعة هذا المذهب وأتباعه أصلحكم الله ووئدوا الضغينة والحقد ودعونا نعيش ونصلي ونتعاون مع إخواننا الشيعة ونكون جنبا إلى جنب في أفراحنا وأتراحنا ونتوحد ضد أعدائنا، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

المدينة المنورة