الشيخ حسن الصفار... والقيم الإنسانية

إلام الـخـلـف بيـنـكـم إلامــــا؟      وهذي الضجة الكبرى علاما؟
وفـيـم يكـيـد بعضـكـم لـبـعـض      وتبـدون العـداوة والخصـامـا؟
وأين الفوز؟ لا مصر استقرت      على حال ولا السـودان دامـا؟

هكذا لسان حال سماحة الشيخ حسن الصفار «حفظه الله» مخاطبا الأمة الإسلامية والعربية.

المتتبع لحركة الشيخ حسن الصفار في جميع حركاته والمصغي لجميع كلامه من محاضرات أو ندوات أو جلسات عامة أو خاصة والقارئ لمؤلفاته من كتب أو كتيبات أو نشرات ترى أن شغله الشاغل هو اهتمامه بالقيم الإنسانية الأخلاقية منها والعملية وعلى رأس كل ذلك هو اهتمامه بالوحدة الإسلامية والتعايش تحت ظل الخيمة الإنسانية مع جميع أصناف البشر منطلقا سماحته من قول الإمام علي "الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق"، وهذه أفضل القيم الذي تعلمها الإمام علي من معلمه الاكبر وهو النبي محمد .

حينما اطلعت على آخر إصدار لسماحة الشيخ حسن الصفار وهو "الانفتاح بين المصالح والهواجس" رأيت فيه من المثل العليا في التعامل مع الآخر أيا كان ذلك الاخرمن البشر وهذا الفن في التعامل هو مانصت عليه جميع الكتب السماوية والفطرة البشرية فضلا عن تعاليم ديننا الحنيف ورأيت فيه من الجرأة على ذلك الطرح الذي قد يتحسس منه بعض المشايخ والسادة وبعض المثقفين وأشباه المثقفين وكأنه وقع في «المحظور» حينما يتحدث عن الوحدة الإسلامية بين جميع الأطياف والمذاهب إنما هذا يدل علي قصور الباع وقلة الاطلاع وكأنه حفظ بعض الشي وغابت عنه كل الأشياء.

بيد أن سماحة الشيخ حسن يطرحها بكل وضوح وجلاء وهذا ماتحتاجه الأمة اليوم وقبل اليوم من تلاحم ووحدة وان لايكون اختلاف الرأي وفي وجهات النظر يؤدي إلى خلاف في التعامل والعيش المشترك وكم رأينا من الأمثلة الرائعة التي تعلمناها من أساتذتنا الكبار وهم الأئمة كيفية التعامل مع من خالفهم في أرائهم بل مع من نصب لهم العداء فما يزدادون إلا إحسانا وجميلا لمن خالفهم وعاداهم ولكن كثير من الناس يعطي عقله وسمعه للآخرين يتصرفوا به كيف شاءوا ومتى شاءوا.

ويحضرني قول الشاعر العربي:

إذا كـــان الــغــراب دلــيــل قــــوم      فلا يدلهم إلا على الأرض الخراب

فالقيم الإنسانية هي محور التعامل مع جميع المخلوقات، الله سبحانه وتعالى أعطانا قيما نتعامل بها حتى مع الحيوان والنبات ومع كل ذي نفس وروح فضلا عن أكرم خلقه وهو الإنسان ونحن لسنا ارحم من الله على خلقه.
 
فيا سماحة الشيخ حسن الصفار بارك الله فيك ووفقك إلى كل خير تريد به وجه الله وسدد خطاك غدوا ورواحا والله ولي الصالحين.

27/1/2009 م