حتى نحمي مؤسساتنا وأمننا الاجتماعي

المخلصون لهذا الوطن لا يزالون يدفعون باتّجاه الحفاظ على الحالة الوطنية واحترام مبادئ وقِيَم المجتمع المدني بمؤسساته وأفراده.. بمختلف أطيافه وتوجّهاته.. حقّ لأيّ مثقف من مثقفي هذا الوطن الكبير أن يعتزّ بأمثال هؤلاء أنّى وُجدوا ومتى برزوا وظهَرت نِتاجاتهم وفعالياتهم سواء على مسرح الواقع الاجتماعي أو مسرح النتاج الثقافي أو الفكري أو الأدبي، لأنهم من جنود هذا الوطن الذين يدافعون عن وحدته و تضامن جميع أفراده مع قيادته الرشيدة، وحقّ لنا أيضاً أن نشكرهم على ما قدّموه من النصح والإرشاد، فمن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق، فهم بلا شك من الذين قدموا الكثير لحماية مؤسساتنا بمختلف أنشطتها الاجتماعية خصوصاً تلك التي تربط المجتمع بمنظومة المُثُل والمبادئ والقيم والأخلاق التي نص عليها ديننا الإسلامي، وهي من مصاديق شهادة التوحيد التي يرفرف بها علَمُ بلادنا العزيزة ووطننا الكريم، ولست هنا بصدد ذكر أسماء هؤلاء الأوفياء فهم كُثر، وقد مضى العديد منهم إلى سبيل ربه، وبقي من جيل الآباء منهم العديد ونسأل الله أن يطيل أعمارهم وأن يبارك لنا فيهم، كما يوجد في ساحتنا العديد من أبناء هذا الوطن من الجيل الحالي، ناهيك عن العديد ممن هم في مقتبل العمر ويحملون أفكاراً تنويرية تصب في ذات الأهداف النبيلة والغايات السامية لهذا الوطن العزيز. ومن الشموع المضيئة التي تستحق الالتفات إليها لما تقدمه من إضاءة على الدرب لترشد السالكين للبناء بالحبّ والعمل الصالح، ما قدّمه الشيخ حسن الصفار في أحد كتبه الجديدة الصادرة عن دار أطياف للنشر والتوزيع بالقطيف وهو كتاب بعنوان (المؤسسات الأهلية وحماية الأمن الاجتماعي )، وهو من القطع المتوسط ويتكون من 40 صفحة. وقد تناول فيه الكاتب بعد المقدمة عدة موضوعات بدأها بالمؤسسات الأهلية من حيث كونها قوة للمجتمع. فبدون المؤسسات الأهلية من جمعيات خيرية، ومراكز خدمة المجتمع، وأندية رياضية واجتماعية وثقافية، وأندية أدبية، وجمعيات للثقافة والفنون، وغيرها، بدون كل تلك المؤسسات لا يمكن ربط أفراد المجتمع ببعضهم البعض والصعود بالكفاءات وتنمية المواهب والطاقات، ثم تطرق الشيخ الصفار إلى دور هذه المؤسسات في أمن المجتمع لأنها توجه جيل الشباب إلى ما ينمّيهم ويبني شخصياتهم إلى الخير دائماً، وبالتالي تقضي على حالة الفراغ المؤدِّي إلى أحابيل الشيطان ودروبه، كما تطرق إلى اختلال الأمن الاجتماعي وأسبابه، وأورد الكاتب بعضاً من عوائق الدور الأهلي في الحفاظ على أمنه الاجتماعي مثل الاتّكال على الدولة. فالدولة أيضاً تتكون من مؤسسات وأفراد، ولا تقوم الدولة إلا بتطبيق الأنظمة والقوانين، وقِوام هذه الأنظمة والقوانين هو التزام هؤلاء الأفراد من موظفين بالتطبيق على مستوى الواقع، ولا ننسى أن جميع أفراد الدولة هم من المواطنين أيضاً وكلهم جنود لهذا الوطن. كما تطرق الكاتب إلى تشريع العمل الأهلي والقيودات الحكومية عليه لما فيه المصلحة العامة للجميع، ثم تحدث الكاتب عن المجتمع وتحمّل المسؤولية. وفي القسم الثاني من الكتاب تحدث الكاتب عن أهمية حماية الأسرة ومواجهة الفقر، واحتضان الشباب، وتعزيز الأمن الفكري والأخلاقي، وكلّ هذه الموضوعات جديرة بالاهتمام وجديرة بالبحث والمناقشة والإثارة، وهي من الموضوعات التي ينبغي لشبابنا وشابّاتنا أن تكون مِحوراً لأحاديثهم وحواراتهم، وبذلك نحمي مؤسساتنا الأهلية وأمننا الاجتماعي بدءاً بجواهر المجتمع من هذا الجيل الصاعد.

«لقراءة الكتاب اضغط هنا»

الأربعاء 14/11/1429هـ الموافق 12/11/2008م - العدد 12934