القزويني في القطيف: هناك غزو ثقافي وفكري من قبل الغرب وعلينا تعزيز الثقة في الشخصية المسلمة

نظم القسم النسائي بمكتب الشيخ حسن الصفار بالقطيف الثلثاء لقاء مفتوح في حسينية الحجة بحي المزروع مع الأديبة الكويتية «السيدة خولة القزويني».

وحضر اللقاء الذي نظم بالتعاون مع القسم النسائي بمهرجان الصفا بصفوى ومجلس جماعة المهدي النسائي ومركز الخط الثقافي النسائي بالقطيف اكثر من 200 فتاة من انحاء المحافظة.

وبدأ اللقاء الذي ادارته الأستاذة امتثال ابو السعود وقدمته الأستاذة صمود الصفار بكلمة ترحيبية للجنة المنظمة القته بالنيابة عنهم السيدة شريفة العوامي.

ورحبت ابو السعود في بداية حديثها بالضيفة القزويني وأشارت إلى أن هذه "الزيارة تعد الثانية لضيفتنا لربوع قطيف المحبة، قطيف الأدب والفن، إنها الأديبة الفاضلة خولة القزويني التي تشرف الأدب بانتمائها اليه فقد عم عطاؤها الأرجاء وشمل النواحي القاصية".

ووصفت ابو السعود القزويني التي تأخدك "بكلماتها الجميلة إلى ملكوت من التسامي" قائلة ان "بوجودها بيننا الأجزل نصيباً من ذلك ولسنا هنا بتعداد محاسنها وذكر مزاياها بوجودها وهي التي كلما ألفناها تتورد خجلاً.. لكننا نترك لحفلنا هذا ليقول لها ولو النزر اليسير مما نوده".

ونيابة عن القسم النسائي بمهرجان الصفا للأعراس القت الأستاذة فاطمة العالم كلمة المهرجان رحبت فيها "بالضيفة العزيزة السيدة خولة القزويني" مشيدة بالتعاون بين اللجان الأربع المنظمة للامسية داعية للمزيد من العمل الجاد والمثمر فيما بينهم".

وفي الحوار الذي اجرته أبو السعود تطرقت القزويني لتجربتها الروائية القصصية الحافلة بنحو 16 إصداراً وقالت بأن "الكاتب غير مبرمج فكتابة القصة فن ويلعب فيه جانب العاطفة والمشاعر والأحاسيس".

وحول تطور التجربة الروائية قالت "بأن الكاتب المرهف يمتص مشاكل الناس وليس مشاكله الخاصة فقط وطبيعي يحدث هذا التطور من ناحية التجربة فمن ناحية عمر الأنسان فأنه يكبر ويكبر معه تفكيره وتصبح لديه حصيلة واسعة من التجارب".

وعن مدى اعتبار الرواية أكثر قرباً من غيرها من مجالات الأدب الأخرى لهموم وواقع المجتمع قالت القزويني أن "الرواية أقرب الى النفس وإذا أردت ان تشد السامع فابدأ مقالك برواية".

وعن أثر البيئة على الكاتب وضحت القزويني بأنه "من الطبيعي أن تؤثر البيئة في شخصية الكاتب لكن بالنسبة لي غالباً ما يكون هنالك تصادم بين أفكاري وأفكار أسرتي".

واجابة على سؤال ابو السعود: هل كانت الضيفة بطلة لاحدى روايتها؟ قالت القزويني "لا بد ان تعكس رواياتي شيئاً من شخصيتي وليس بالضرورة ان اكون انا البطلة لكن البطل غالباً ما يجسد جانب من جوانب شخصيتي".

وعن مدى تأثرها بالسيدة «بنت الهدى» قالت "تأثرت فيها بشكل كبير فأنا من المعجبين بكتاباتها وبشخصيتها وهذا من الأسباب التي جعلتني اختار نهج الرواية الأسلامية.."

وأضافت "تاثرت بروايتها من خلال شخصية نقاء تأثراً كبيراً لذلك حاولت أن أكون شخصية كنقاء أو أفضل منها حتى يتأثر الناس بشخصية قوية فاضلة".

وعن مدى امكانية تحول الكتابة إلى حرفة قالت القزيني أن "الكتابة هي فن وموهبة بأمكانها ان تتطور ولا عيب في أن تكون مصدراً من مصادر الرزق ولكن بشرط أن لا تكون المادة هي الهدف الأساس من وراء الكتابة"

ووجهت القزويني نصيحة للفتيات بالقول "احرص على الشابات الأكثار من القراءة والاطلاع لان ذلك يثري الجانب الأدبي".

وعن مدى امكانية حصول المرأة الخليجية على جائزة نوبل في الآداب قالت القزويني "لا أتوقع أن تحصل المرأة العربية على جائزة نوبل لأنها لا تعطى لشخص يحمل توجه ديني وينشر قيم وأخلاق فاضلة".

وعن رأيها في حكاية "الغزو الثقافي" و"ضرورة "التحصين" قالت القزويني "حقيقة هناك غزو ثقافي وفكري من قبل الغرب فنجد الفضائيات وهي تبث سمومها عن طريق برامج الموضة والغتاء والرقص والتي تهدف بالدرجة الأولى تجريد الشباب من القيم السامية وأتباع الغرائز فالأنسان إذا ما جرد من قيمه أصبح شغله الشاغل التفكير في تلبية غرائزه وشهواته كالبهيمة".

وحول الخروج من مأزق بعض الأفكار الخاطئة التي تأثر منها المجتمع قالت ان "الاسلام جاء مناسباً لكل زمان ومكان وان الثقافة والحضارة الاسلامية لم تكن متخلفة في يوم ما ولكن الشباب يعتقدون أن الاسلام يحوي أفكاراً متخلفة فهم يخجلون من إظهارها فلا بد من تعزيز الثقة في الشخصية المسلمة".

واشارة لبعض الأفكار التي تبشر بها السيدة القزويني من خلال موقعها الألكتروني طالبت ابو السعود تعليقاً حول اسباب عدم تشجيعها المرأة للمشاركة في العملية السياسية بحجة ان "هناك رجال في المجتمع" وبررت ذلك بالقول "لأن المرأة في مجتمعاتنا لم تنضج نضوجاً كاملاً فالمرأة قبل ان تدخل في أي مجال يجب ان تكون ذات رصيد عال من جميع الجوانب لتتمكن من أداء هذه الأدوار".

وتعليقاً على أن "خروج المرأة من منزلها خطة صهيونية أمريكية" قالت القزيني "المرأة في المنزل دورها كبير وجلوسها في المنزل ليس انتقاصاً لحقها فالمرأة تستطيع حتى وهي في المنزل ان تقوم بأدوار لا تقل قيمة عما يقوم به الرجل".

وبعد انتهاء الحوار اجابت القزويني على اسئلة ومداخلات الفتيات الحاضرات والتي اتضح من خلالها بأن اكثرهن من المتابعات والقارئات لروايات واصدارت السيدة القزويني.

وفي ختام الأمسية القت الأستاذة ورود الصفار مسئولة القسم النسائي بمكتب الشيخ الصفار كلمة قدمت فيها "الشكر الجزيل للضيفة الفاضلة السيدة خولة القزويني وإلى اخواتي الحضور واللجان المنظمة التي تعاونت وساهمت في انجاح هذا اللقاء المثمر".

وبعد تناول وجبة عشاء على شرف الضيفة قدمت اللجنة المنظمة درع تذكاري للسيدة القزويني كما قامت بتوزيع كتاب «الأجتهاد والتجديد في الفقه الأسلامي» للشيخ حسن الصفار على الأخوات الحاضرات.