ميثاق شرف بين السنة والشيعة

نشر في الساحة السياسية من موقع الساحة العربية باسم (السوبر) مقال بعنوان «قريباً.. ميثاق شرف بين السنة والشيعة في السعودية» بتاريخ 30/7/2007م، وهذا نص المقال:

كلما انظر للواقع المرير في العراق الشقيق وأجد القتل والتدمير والتناحر يقشعر بدني لما يحدث وخوفاً من أن تمتد آثار الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة لدول الخليج العربي، لقد سقط من العراقيين مئات الآلاف بين قتيل وجريح فالعنف يطال كل المواقع والأماكن الرجال والنساء الأطفال والشيوخ ليس هناك اعتبار لأي شيء، العراق مهد الحضارات ومنشأ الملوك والدول ولب الثقافات يفقد أعز ما يملك يتقاتل أبناؤه بغير هدف أو غاية ألا نخاف في السعودية والخليج أن نصاب بالعدوى، لماذا نصر على أن نقصي الآخر وننبذه وعلى ازدراءه ونحن أبناء وطن واحد نتكلم لغة واحدة ونتنفس ثقافة واحدة ونستند إلى تاريخ واحد ودين واحد ونبي واحد - صلى الله عليه وسلم - القائل: "فلا تتهوكوا ولا يغرنكم المتهوكون".

لعل اللقاءات بين علماء السلفية والشيعة التي كشف جانب منها الشيخ السعودي الشيعي حسن الصفار والتي قادها الشيخ عبد المحسن العبيكان من الجانب السلفي وحضر بعضها متشددون معروفون من السعودية لمناقشة بنود ميثاق شرف بين السنة والشيعة في السعودية لوقف الإساءات المتبادلة بين أتباع الطائفتين حسب ما أورده الشيخ الصفار في لقاءه مع قناة الجزيرة مباشر لمناقشة الخلاف بين السلفية والشيعة. يقول الشيخ الصفار في اللقاء: "إن السلفيين هم الشريك الآخر والأكبر لنا في الوطن ويمثلون الرأي السائد والمعتمد لدى الحكومة، والمدرسة السلفية هي الأكثر تشددا عند أهل السنة إزاء مسألة التقارب".

ونفى الشيخ الصفار في اللقاء ما يتردد بأن الشيعة ينظرون لأهل السنة باعتبارهم جميعا من النواصب مشددا بأنه لا يوجد فقيه شيعي واحد يقول بذلك. ثم مضى يقول: "لا نريد من السلفيين أن يتنازلوا عن معتقداتهم ولا نقبل نحن الشيعة التنازل عن معتقداتنا.. المطلوب التنازل عن الإساءات المتبادلة".

ولو أن أحد علماء السنة المعتبرين دعا بمثل ما دعا إليه الشيخ حسن الصفار للاقت دعوته أصداء إيجابية كبيرة وفهمت حق فهمها فضلا عن تبنيها واحتضانها على مستوى رسمي وشعبي ولكن والحديث للشيخ الصفار: "يكتفون بالتجاوب على المستوى الخاص واللقاءات الثنائية والتواصل المحدود".

يقول الله تعالى ﴿أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فنحن والله بحاجة إلى تغيير ما لا يتوافق مع الأخلاق الإسلامية والقيم والمبادئ التي علمنا إياها نبي الرحمة محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم ومن لا يري الحق والنور فلا يعنينا ما يرى أو ما يقول.

المشكلة الحقيقية في الخلاف السني الشيعي أو السلفي الشيعي هي اجترار التاريخ من نفس المصادر بالنسبة للطرفين فالعداء السياسي أسفر عن صراعات دينية وتأريخ مسيس محتقن مثقلاً بالدسائس استقرت في الخطاب الإسلامي على أنها من الثوابت ودونت أحاديث ومرويات اكتسبت الهالة القدسية مع أنها ليس لها أساس وعارية عن الصحة وتتعارض مع روح القرآن وتتنافى مع سيرة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -   ولازال الخطاب السلفي المؤدلج يردد بعضها وفي المقابل الجانب الشيعي يطالب بالثأر.

متى تنتهي هذه الدوامة؟ ومتى نرتاح من هذا الصداع المزمن؟ الأوربيون على اختلاف أعراقهم ومذاهبهم ومشاربهم ولغاتهم إلا أن المصلحة المشتركة وحدتهم ونحن المسلمون الأولى بهذا التقارب والتفاهم خاصة والشعوب العربية والإسلامية ترزح تحت نير الاحتلال والفقر والجهل والأمية وأخيراً الفتنة الطائفية.