أشعر بالغربة
غربة - الشرقية - 29/04/2012م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
شيخنا الكريم ..

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة ولم يطرق بابنا أحد وليس الزواج كل همي لكني في كثير من الأحيان أحس أني إنسانة غير مرغوب فيها رغم أن من هم أقل جمال و ثقافة مني قد شيدوا بيوت ؛ نظرات عائلتي تتعبني و بعض كلماتهم تجرحني، و الأشد علي هو علاقتي بمن حولي .. حقيقة أنا لا أشعر أني مرغوبة ؛ فوالدي متوفى و أمي امرأة كبيرة في السن جميع أخوتي و أخواتي متزوجون و هذه أختي الأخيرة و الأصغر مني زواجها بعد شهرين ، و علاقتي ضعيفة مع صديقاتي رغم أني أحبهم كثير و أثيرهم على نفسي إن استطعت ، حاليا أدرس في واحدة من الدورات الدينية و علاقتي بزميلاتي تسوء يوم بعد يوم ولا أعلم ما السبب و لا أبالغ حينما أقول أني كثيرا ما أرحب بهم و أنصت لهم و أسعد كثيرا حينما تكلمني إحداهم ، آخر حدث دار بيني و بين واحدة من زميلاتي حينما سألتها ولم تجبني ؛ ثقتي بنفسي صارت مهزوزة كثيرا و صرت أقرب إلى العزلة ؛ لا أستشعر المحبة من أحد أبدا بل حتى أخوتي كانوا وما زالوا يفضلون أختي الأصغر مني و يقدمون لها الهدايا و يمدحونها و هي ذات اللسان السليط ، كثيرا ما أحاول أن أخفض من صوتي ومدارات الكل و أردد بين حين و حين اللهم لا تذرني فردا و أنت خير الوارثين كما أني أسعى إلى التدين و كثيرة القراءة في كتب الدين و الحوزات و دور القرآن .

هل من نصيحة أو دعوة خالصة تحي بها ميتا بإذن الله
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
 مقدمة
برزت في السنوات الخمس الأخيرة ظاهرة تأخر الزواج لدى الفتيات في مجتمعنا، وهي ظاهرة تستحق الدراسة والبحث لمعرفة طبيعة المشكلة وأسبابها و وضع الحلول المناسبة، وفي الوقت الذي نقر فيه بوجود المشكلة وندعو للدراسة و الحل ندعو فتيات مجتمعنا للتفكير في تجاوز المشكلة بالأساليب المناسبة حتى لا يؤدي التعاطي معها إلى خلق مشكلات جديدة.
إن أسلوب التعامل مع أي مشكلة قد يساعد صاحبها على تجاوزها أو التخفيف من آثارها، وقد يعطيها أكبر من حجمها و يخلق منها مشاكل جديدة.
 
ولذلك نحن ندعو فتياتنا إلى الانطلاق في الحياة بكل نشاط و حيوية عبر الاشتراك في البرامج الاجتماعية و الثقافية أو الأعمال التجارية و الاقتصادية، لأن التوقف عند حدود المشكلة يعطيها أكبر من حجمها.
 
ابنتي الكريمة
إن التأخر في الزواج لا يكشف عن نقص أو عيب في الفتاة، لكنها طبيعة الابتلاء في الحياة وما أفرزته العادات الاجتماعية والمتغيرات الاقتصادية.
أنت الآن في سن الخامسة و العشرين وتتمكنين ـ بما حباك الله به من قدرات ـ أن تنطلقي في الحياة وتستثمري كفاءاتك في مجالات الحياة المتعددة، فلا تظني بنفسك نقص أو عيب.
عليك أن تبادري للعمل بكل ثقة و تفاؤل وتتوكلي على الله وتسألينه سبحانه العون و التوفيق، وستجدين أن حياتك تغيرت بإذن الله.
 
أنت كائن مستقل الوجود بغض النظر عن مسألة الزواج، فالمرأة يمكن أن تحقق السعادة و النجاح حتى لو تأخرت في الزواج، وهناك الكثير من نساء مجتمعنا قمن بتأسيس المؤسسات الخيرية والبرامج الثقافية والاجتماعية فحققن ذواتهن في إطار التقرب إلى الله تعالى و العمل في سبيله وخدمة دينه فحولن المشكلة إلى حالة إيجابية وشعرن بالراحة و السعادة من خلال مساعدة الآخرين و إسعادهم.
وفقك الله لكل خير
حسن الصفار