زوجي أقل من مستواي الاجتماعي
م. - 27/08/2011م
مشكلتي أني تزوجت من رجل أقل مني مالاً وجاهاً، وهذا الشيء غير مقبول في وضعنا العائلي.
نعم هو مثقف، لكنه يعمل بمهنة متواضعة، ويواصل دراسته الجامعية.
والشهادة لله هو رجل متدين جداً، لكن الفارق الاجتماعي أخذ يؤثر علي جداً أخاف أن يعرف أهلي أو أي أحد من معارفي مهنته..
هل الطلاق في هذه الحالة حرام لو طلبته فقط بسبب هذه الفروقات؟ أنا أسأل من ناحية الشرع والفقه.
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

عندما يقف الإنسان أمام مفترق طرق من الأفكار والخيارات عليه أن يرجع إلى الشرع والعقل، وحسناً فعلت إذ عرضت مسألتك وبدأت في التفكير دون تسرع.

أولاً: رأي الشرع

في الحديث:

1/ (إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته يخطب فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).

2/ (إنما زوجت إنما زوجت مولاي زيد بن حارثة زينب بنت جحش، وزوجت المقداد ضباعة بنت الزبير، لتعلموا أن أكرمكم عند الله أحسنكم إسلاماً).

وفي رواية أخرى (أنكحت زيد بن حارثة زينب بنت جحش، وأنكحت المقداد ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ليعلموا أن أشرف الشرف الإسلام).

وقد ذكرنا في كتابنا فقه الأسرة أن الرأي المشهور عند فقهاء الشيعة السابقين والمعاصرين أن المسلم كفو المسلمة، والمؤمن كفو المؤمنة، ولا شيء غير ذلك، نعم هناك مرجحات تدخل ضمن الاستحباب والكراهة، وأنه ينبغي اختيار الزوج الأكمل والأفضل. لكن توفر شرط الإسلام كاف في صحة الزواج ولزومه.

فالشرع يؤكد على أن الشرف الحقيقي هو في الأمانة والصفات الأخلاقية الرفيع.

ثانياً: تحكيم العقل

من خلال الواقع المعاش فإن أكثر مشاكل الأسر هي نتيجة سوء الأخلاق وعدم الالتزام بالتوجيهات الدينية والأخلاقية، فمع توفر النواحي المادية والكمالية والانتماء إلى أسر عريقة إلا أن ذلك لم يحل دون المشاكل والمآسي.

فنحن نتلقى الرسائل بشكل يومي حول معاناة الزوجات ومآسيهن بسبب الانحرافات الأخلاقية وسوء المعاملة والجفاف العاطفي.

ولذا نحن ننصحك بالاستمرار مع زوجك والتغلب على النظرة الاجتماعية الضيقة إن وجدت.

فمن الخطأ الكبير التفكير في الانفصال بسبب الحيثيات التي ذكرتها.

ومع مرور الأيام ستجدين أن زوجك قد تغيرت حاله إلى الأفضل، فمن خلال رسالتك يتبين انه رجل مكافح، يسعى لطلب العلم والرقي بمستواه المادي والمعنوي.

كما أن عليك أن تهتمي بالتخطيط مع زوجك لبناء أسرة صالحة قائمة على الحب والمودة والتضحية.

وفقك الله لكل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حسن الصفار