مللت من الوسواس
s. s. - 16/01/2011م
أنا مريض بوسواس قهري في تأدية هذه الأعمال العبادية، من وضوء وغسل وصلاة، حيث يصيبني خوفٌ شديدٌ بأني لا أقدر أن أقوم بهذه الأعمال على الوجه الصحيح، أو المقبول عند الله سبحانه وتعالى، وتصيبني حالة التردد بالقيام بهذه الأعمال، حيث وصل بي الأمر بأني ادخل دورة المياه لأقوم بعمل الوضوء، أو الغسل، وكأن شي يقول لي أخرج من دورة المياه وجدد النية من الخارج وأدخل ثاني مرة، وهكذا تتكرر الحالة أحياناً أكثر من ثلاث مرات.
أرجو سريعاً مساعدتي وإعطائي العلاج الناجح، فقد مللت وعذبت أسرتي وزوجتي من هذه الحالة.
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

إن معرفة الإنسان بحالته واقتناعه بخطأ ما هو عليه بداية جيدة للحل والتخلص من المشكلة، وأنت بحمد الله تعلم أن الوسواس من الشيطان فهو يسعى لإبعادك عن الدين وإيقاعك في معصية الله بهذه الوسيلة.

إن استجابتك للوسواس تبعدك عن الطاعة التي تسعى لتحقيقها والتقرب بها إلى الله عز وجل، فعليك من اليوم وصاعداً أن لا تكترث بهذه الأوهام، وعليك أن تطمئن إلى صحة أعمالك، ولا تفر بإعادتها إطلاقاً.

إذا عزمت على مواجهة الوسواس بقوة وشجاعة سترى أن المشكلة زالت عنك بسهولة، وقد أثبتت التجارب أن الكثير من أصحاب الوسواس تغلبوا على مشاكلهم بتقوية الإرادة والعزيمة.

إن الاستغراق في التفكير في موضوع واحد يعطيه أكبر من حجمه، ولذا أنصحك بتجاهل الموضوع والانشغال ببرامج ومشاريع تستثمر فيها طاقاتك وإمكاناتك.

وقد زود الله ـ سبحانه ـ الإنسان بإرادة تغير العالم بأجمعه، فلا تركن لهذه الوساوس، وعليك أن تقرر تجاهل ما يعرض لك من هذه الأوهام.

وحول مسألة النية عليك أن تتجاهلها، فالنية محلها القلب ولا يجب التلفظ بها، فيكفي العزم والقصد لفعل الشيء، فيجب عليك أن لا تخرج من دورة المياه لتجدد النية.

إذا التزمت بهذا الشيء ستجد أن هذه الحالة زالت عنك بعون الله وتوفيقه.

وفقك الله لكل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حسن الصفار