اتهام الناس في دينهم

 

ورد بسندٍ معتبرٍ عن الإمام جعفر الصادق أنه قال: «إِذَا اِتَّهَمَ اَلْمُؤْمِنُ أَخَاهُ اِنْمَاثَ اَلْإِيمَانُ مِنْ قَلْبِهِ كَمَا يَنْمَاثُ اَلْمِلْحُ فِي اَلْمَاءِ»[1] .

التُهْمة والتُهَمة - بسكون الهاء وفتحها - هي نسبة سوءٍ وعيبٍ إلى أحد، لمجرّد الشك والظنّ.

وهي تمثل نوعًا من الاعتداء على شخصيات الآخرين، والتشويه لسمعتهم، وتسبب إلحاق الأذى والضرر النفسي والاجتماعي بهم.

كما أنّها تؤدي إلى إثارة الأحقاد والأضغان، والصراعات والخصومات، وتنشر أجواء عدم الثقة بين الناس.

لذلك من الطبيعي أن يستقبحها العقل، وأن يحرّمها الدين، وتجرّمها الأنظمة والقوانين.

هناك خلافات حقوقية بين الناس، يتّهم فيها بعضهم بعضًا، وهذه يُرجع فيها إلى المحاكم والقضاء، للبت في أيِّ دعوى أو اتّهام، بطرق الإثبات الشرعية، وليست هي المقصودة في هذا البحث.

إنّ حديثنا هو حول الاتّهامات المتبادلة بين الناس في الساحة الاجتماعية، بأن يسعى أحد لتشويه سمعة الآخر، وإسقاط شخصيته، بترويج اتّهام له بسوء وعيب.

ورد عن رسول الله أنه قال لأصحابه: «أَتَدْرُونَ مَا أَرْبَى الرِّبَا عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «إِنَّ أَرْبَى الرِّبَا عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ اسْتِحْلاَلُ عِرْضِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا»[2] . والعِرض: الحسب والسمعة.

والرواية الواردة بسندٍ معتبرٍ عن الإمام جعفر الصادق تقول: «إِذَا اِتَّهَمَ اَلْمُؤْمِنُ أَخَاهُ اِنْمَاثَ اَلْإِيمَانُ مِنْ قَلْبِهِ كَمَا يَنْمَاثُ اَلْمِلْحُ فِي اَلْمَاءِ»[3] .

أي لا يبقى الإيمان في قلبه، بل يتلاشى بسبب اتّهامه لأخيه.

التهمة الأسوأ والأشدّ

وإذا كانت أيّ تهمة بغير حقٍّ لأيِّ أحدٍ مرفوضة، فإنّ اتّهام الإنسان المسلم في دينه تعتبر الأشدّ سوءًا وقبحًا.

والاتّهام في الدين يعني؛ التشكيك في انتماء الإنسان للإسلام، ورميه بالكفر، أو الارتداد عن الدين، أو التشكيك في انتمائه للمذهب الذي يتبنّاه، ونسبته إلى مذهب آخر، أو اتّهامه بالابتداع في الدين والضلال عنه، أو بعدم الالتزام بفرائض الدين.

إنّ مثل هذه الاتّهامات لها وقع شديد على نفس الإنسان المؤمن؛ لأنه يعتزّ بدينه، وهو عنوان هويته وانتمائه، وحين يُتّهم في دينه فإنه إنكار لأشدّ خصوصياته، واعتداء على أهمّ مقوّمات شخصيته وحقوقه المعنوية.

كما أنّ هذه الاتّهامات تشوّه سمعته، وتسقط مكانته في مجتمعه الديني، وتترتب عليها آثار خطيرة، يتضرّر بها في حياته الشخصية والاجتماعية.

إنّ للمسلم حصانة تحمي حياته وماله وسمعته، فكما لا يجوز الاعتداء على حياته وماله، كذلك لا يجوز الاعتداء على شخصيته المعنوية.

ورد في الحديث عن رسول الله : «كُلُّ اَلْمُسْلِمِ عَلَى اَلْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ»[4] .

وجاء في رواية مرسلة عن الإمام جعفر الصادق : «مَنِ اِتَّهَمَ أَخَاهُ فِي دِينِهِ فَلاَ حُرْمَةَ بَيْنَهُمَا»[5] .

إنّ مجرّد إعلان الإنسان لإسلامه يمنحه الحصانة، ولا يجوز التشكيك في انتمائه للإسلام.

يقول تعالى: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا. [سورة النساء، الآية: 94]

فإذا ما أظهر الإنسان علامة من علامات الإسلام، كالنطق بالشهادتين، أو إلقاء تحية الإسلام، قُبل ادّعاؤه، وحسب من المسلمين.

وورد عن رسول الله : «وَمَنْ دَعَا رَجُلًا بِالْكُفْرِ، أَوْ قَالَ: عَدُوُّ اللهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلَّا حَارَ عَلَيْهِ»[6] .

وعنه : «لا يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بالفُسُوقِ، ولا يَرْمِيهِ بالكُفْرِ؛ إلَّا ارْتَدَّتْ عليه إنْ لَمْ يَكُنْ صاحِبُهُ كَذلكَ»[7] .

بدعة التكفير

لكنّ الخوارج ابتدعوا التكفير بين المسلمين، بعد واقعة التحكيم في صفين، وحكموا بالكفر على من خالف رأيهم بعدم قبول التحكيم، فكفّروا حتى أمير المؤمنين عليًّا .

وقد ضرب أمير المؤمنين عليٌّ أروع الأمثلة في التسامي على هذا الاتّجاه المتطرف، ولم يسمح بتكفير حتى من كفّره وحاربه، كما نقل حفيده الإمام محمد الباقر في قوله: «إِنَّ عَلِيًّا لَمْ يَكُنْ يَنْسُبُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ حَرْبِهِ إِلَى الشِّرْكِ وَلَا إِلَى اَلنِّفَاقِ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: هُمْ إِخْوَانُنَا بَغَوْا عَلَيْنَا»[8] .

وسُئل عليٌّ عَنْ قَتْلَى اَلْجَمَلِ، أَمُشْرِكُونَ هُمْ؟؟

قَالَ: «لَا، بَلْ مِنَ الشِّرْكِ فَرُّوا».

قِيلَ: فَمُنَافِقُونَ؟؟

قَالَ: «لَا، لِأَنَّ اَلْمُنَافِقِينَ ﴿لاَ يَذْكُرُونَ اَللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا».

قِيلَ: فَمَا هُمْ؟؟

قَالَ: «إِخْوَانُنَا بَغَوْا عَلَيْنَا، فَنُصِرْنَا عَلَيْهِمْ»[9] .

وانطلاقًا من هذه السيرة العلوية، وهذا الفهم النقي للإسلام، جاءت توجيهات المرجع الأعلى السيد السيستاني للمقاتلين الذين تصدّوا لمواجهة الإرهاب في العراق، ففي البيان الصادر عن مكتبه بتاريخ 12فبراير 2015م يقول: (الله الله في اتّهام الناس في دينهم نكاية بهم واستباحة ًلحرماتهم، كما وقع فيه الخوارج في العصر الأول وتبعه في هذا العصر قوم من غير أهل الفقه في الدين، تأثرًا بمزاجيّاتهم وأهوائهم وبرّروه ببعض النصوص التي تشابهت عليهم، فعظم ابتلاء المسلمين بهم.

واعلموا أنَّ من شهد الشهادتين كان مسلمًا يُعصم دمُه ومالُه، وإن وقع في بعض الضلالة وارتكب بعض البدعة، فما كلّ ضلالة بالتي توجب الكفر، ولا كلّ بدعة تؤدي إلى نفي صفة الاسلام عن صاحبها، وربما استوجب المرء القتل بفساد أو قصاص وكان مسلمًا.

وقد قال الله سبحانه مخاطبًا المجاهدين: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا). واستفاضت الآثار عن أمير المؤمنين نهيه عن تكفير عامّة أهل حربه - كما كان يميل إليه طلائع الخوارج في معسكره - بل كان يقول إنّهم قوم وقعوا في الشبهة، وإن لم يبرّر ذلك صنيعهم ولم يصح عُذراً لهم في قبيح فعالهم، ففي الأثر المعتبر عن الامام الصادق عن أبيه : (أنَّ عليًّا لم يكن ينسب أحدًا من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق، ولكن يقول: (هم إخواننا بغوا علينا)، وكان يقول لأهل حربه: (إنّا لم نقاتلهم على التكفير لهم ولم نقاتلهم على التكفير لنا)[10] .

سلاح المتخاصمين في السَّاحة الدينية

شاعت حالة الاتّهام في الدين في الساحة الإسلامية، كسلاح بين المتنافسين والمتخاصمين، ومع الأسف الشديد فإنّ هذه الحالة تكثر في وسط علماء الدين غالبًا، حيث يحصل التنافس والتحاسد فيما بينهم، فيسعى بعضهم لإسقاط منافسيه وخصومه من شريحته، باتّهامهم في دينهم.

ذلك لأنّ رأس مال عالم الدين في المجتمع هو ثقة الناس به، باعتباره يمثّل الدين، والمصدر لتعاليمه، فإذا اُتّهم بالخروج من الدين، أو الضلال عنه، تهتزّ ثقة الناس به، وتتضاءل رمزيته، وتنتهي مكانته في وسطهم، وهو ما يسعى المتخاصمون والمتحاسدون لإيقاع بعضهم بعضًا فيه.

أما الأدوات المستخدمة، فهي التّكفير، والتّبديع، والتّفسيق، والإخراج من المذهب، والاتّهام بالميل إلى المذهب الآخر.

ففي الوسط السني هناك من يتّهم بالتّشيع أو الميل إلى الشيعة، وفي الوسط الشيعي هناك من يتّهم بالتّسنّن أو الميل إلى السنة.

ونجد في تاريخ الحالة الدينية الماضي والحاضر سجلات مليئة بمثل هذه الاتّهامات، بين المذاهب وداخلها.

فبين المذاهب الإسلامية هناك تراث من التكفير والاتّهام بالشرك والابتداع، تضمّنته الفتاوى والخطب والكتب الصادرة من علماء كلّ مذهب ضدّ أتباع المذهب الآخر.

وتجد مثل ذلك داخل كلّ مذهب بين مدارسه المختلفة، وبين زعاماته المتنافسة المتخاصمة.

نماذج من الساحة السنية

وقد اهتمّ بعض المؤلفين والكتّاب برصد هذه الظاهرة السيئة، فأصدر أحد الكتّاب السعوديين كتابًا بعنوان (اتّهامات كاذبة)، رصد فيه اتّهام عشرات من علماء السنة في دينهم، من داخل وسطهم السني.

منهم أبو نُعيم الإصبهاني الذي يصفه الذهبي بأنه الإمام الحافظ الثقة العلامة شيخ الإسلام، فقد اتّهم في عقيدته، وأنه يميل إلى مذهب الأشعري ميلًا كثيرًا، وبعضهم اتّهمه بالتشيع[11] .

والراغب الأصفهاني وهو إمام في اللغة مبرّز في زمانه، له مؤلفات قيّمة، اتّهمه البعض أنه من المعتزلة، واتّهمه آخرون أنه من الشيعة[12] .

والعلامة الحافظ محمد بن حبّان التميمي البستي، ذكروا في ترجمته أنه بحر في العلوم، محدّث فقيه أديب عالم بالكلام والطب، وغير ذلك من فنون العلم، لكنّ الحسد الذميم، وسموم الحقد، ألهبت مشاعر أعدائه وخصومه لما رأوا منزلته الرفيعة بين الناس، فاتّهموه بالزندقة[13] .

والإمام النسائي (توفي 303هـ) اتّهم بالتشيّع لأنه ألّف (خصائص علي)، وسُئل عن فضائل معاوية، فقال: ما أعرف له فضيلة إلّا دعاء النبي عليه: «لا أشبع الله له بطنه»[14] .

والعلامة الآمدي الذي قال عنه الذهبي: كان غاية في الكتاب والسنة، وكان الفضلاء يزدحمون في حلقته، وقال عنه ابن كثير: كان حنبلي المذهب، كثير البكاء، رقيق القلب، اتّهمه بعض العلماء المعاصرين له بترك الصلاة، قال: شككنا هل يصلّي أم لا؟ فنام، فعلّمنا على رجله بالحبر، فبقيت العلامة يومين مكانها، فعلمنا أنه ما توضأ[15] .

مشاهد من الساحة الشيعية

هذا في الساحة السنية، وعن الساحة الشيعية ألّف أحد المشايخ الباحثين من البحرين كتابًا بعنوان (العنف حين يأتي من الداخل)[16] يقع في 550 صفحة، فتح فيه ملفّات الاتّهامات في الدين ضمن الوسط الشيعي، التي أصابت مراجع وعلماء وشخصيات كبيرة، كالشيخ أحمد زين الدين الأحسائي، والسيد محسن الأمين، والشيخ محمد الخالصي، والسيد موسى الصدر، والدكتور علي شريعتي، والشهيد مطهري، والسيد محمد حسين فضل الله، والسيد محمد باقر الصدر، وآخرين.

معاناة السّيد الصدر

اتّهم الشهيد السيد محمد باقر الصدر في بعض الأوساط الشيعية بعدم سلامة ونقاء تشيّعه، وأنّ فكره تلفيقي، وأنه يميل إلى مذهب السنة ومتأثر به، وقد أشار إلى ذلك في رسالة له لأحد تلامذته سنة 1977م يقول فيها: «وعلى أيِّ حال، فاعلم يا ولدي، أنّ ما مرّ به أبوك من مراحل في حياته، وما شاهده بعينه وسمعه بأذنه ووصل إليه من الضجيج والكلمات حوله واتّهامه حتّى بما يشبه التسنّن، وهو أعرف خلق الله بأنّه من أبعد خلق الله عن ذلك، وأنّ التشيّع يجري في عروقه كما يجري الدم، خلق في نفسه حصانة ومناعة ضدّ التقبّل لأمثال  ذلك بالنسبة إلى غيره، إلّا بصورة بطيئة ومع نصوص دامغة»[17] .

وتحدّث في أحد دروسه الأصولية مرة يبثّ همومه بقوله: وبعض الناس لأنّ لديهم موقفًا مسبقًا منك، يغضّون النظر عمّا تقوم به من جهد و... فحتى لو كنت من عائلة علميّة وتشتغل بفقه الإمام الصادق منذ نعومة أظفارك، وتبحث في الرجال وفي وثاقة هذا وذاك... ولكنهم يقطعون النظر عن هذا كلّه، ويأخذون مقطعًا من كلامك يكون متشابهًا غير واضح، ويقتطعون جملةً منه فقط لأنّهم يريدون أن يتّهموك، وتكون هذه الجملة أعظم عندهم من كلّ هذه القرائن التي تدلّ على هويّتك وشخصيتك وانتمائك ومضمونك، فيقال عنك: إنك فلان شيء[18] .

ونتيجة لكلّ ما لاقاه السيد من ضغوط وجفاء ومعاملة سيئة من قبل المحيط الحوزوي، بسبب مشاعر الحسد، والتنافس غير الشريف، وتميّزه بطروحاته الفكرية والحركية، وما أشيع عليه من اتّهامات في عقيدته ونهج عمله، لذلك قرّر الابتعاد وترك التدريس، وإمامة الصلاة، فقد نفذ صبره، وضاقت نفسه، بجانب هذا كلّه فقد شعر السيد أنّ هناك ضغوطًا على طلابه من قبل حواشي باقي العلماء والمراجع، حيث كانوا يحذّرون الطلاب من الحضور عنده[19] .

وأعلن في درسه ذات يوم في جمادى الأولى 1395هـ عن توقيف درسه، وقال: إنّي أصبح مرضي أكثر من صحتي، وقد أدّيت ردحًا من الزمن دور التدريس العلمي وتربية الطلّاب، وقد داهمتني اليوم عوارض الشيخوخة والأمراض، فعليكم أن تبحثوا عن أستاذ غيري تواصلون عنده الدرس.. وأضاف: في هذه الفترة الزمنية التي ربّيت فيها تلامذة وطلّابًا، ربما استطعت أن أثبت الجدارة في هذا الأمر، وأنا أدعوكم الآن إلى أن تفتّشوا عن أستاذ غيري، وأنا أترك البحث[20] .

لكنّ بعض العلماء، ومنهم الشيخ محمد جواد مغنية، الذي كان حينها في زيارة للنجف أصرّ عليه بالعودة إلى الدرس[21] .

وكتب في رسالة لأحد طلابه: فلو كنت تعلم ما نواجهه هنا من مزعجات وإيذاءات من أشخاص كثيرين مما لا يمكنني أن أستعرضه، لهان عليك ما ذكرت، فهو ليس - علم الله - إلّا شيئًا يسيرًا من المزعجات التي نواجهها والتي جعلتني في بعض لحظات الضعف التي تنتاب كلّ إنسان - عدا من عصمه الله - أودّ أن أهاجر من النجف إلى قرية من القرى، ولكن لا بُدّ من التحمّل على أيّ حال[22] .

وقد يتساءل البعض: وما العمل في مواجهة هذه الحالة، فكلّ جهة من الساحة الدينية لهم علماء يثقون بهم، وحين تصدر منهم اتّهامات لعلماء آخرين يتأثرون بهم، ويتبنّون لك الاتّهامات؟

إنّ العلماء بشر غير معصومين فلا بُدّ من الرهان على وعي الناس، بأن يرفضوا أسلوب الاتّهام في الدين، من أيّ جهة صدر، ويكون المجال مفتوحًا لتعدّد الآراء والتوجهات، واختلاف الرأي المنضبط بالضوابط الشرعية والأخلاقية.

ويجب أن يتحصّن الإنسان عن التأثر بهذه الاتّهامات المتبادلة، فلا يعادي أحدًا أو يقاطعه، أو ينخرط في التعبئة ضدّه، بسبب وجود اتّهامات من علماء منافسين له، بل عليه أن يتبيّن ويتثبّت، ويحتاط لذمته ودينه بالتورّع عن أعراض الآخرين.

 

خطبة الجمعة 16 جمادى الآخرة 1445هـ الموافق 29 ديسمبر 2023م.

[1]  الكافي، (بَابُ التُّهَمَةِ وَسُوءِ الظَّنِ‌) ج2، ص361، ح1.
[2]  الترغيب والترهيب، ج3، ص327.
[3]  الكافي، ج2، ص361، ح1.
[4]  صحيح البخاري، ح6064
[5]  الكافي، ج2، ص361، ح2.
[6]  صحيح مسلم، ح61.
[7]  صحيح البخاري، ح6045
[8]  وسائل الشيعة (ط-آل البيت)، ج15، 83، ح10.
[9]  شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار، ح1، ص399، ح344.
[10]  https://www.sistani.org/arabic/archive/25034/
[11]  إبراهيم بن عبدالله الحازمي: اتهامات كاذبة، (دار الشريف للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة الأولى، 1418هـ) ص65.
[12]  المصدر السابق، ص85.
[13]  المصدر السابق، ص87.
[14]  المصدر السابق، ص79.
[15]  المصدر السابق، ص145.
[16]  علي المحرقي: العنف حين يأتي من الداخل، (فيلوسوفيا - بيروت، الطبعة الثانية، 1440هـ).
[17]  أحمد أبوزيد: محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق، ج3، ص369، من رسالة بعثها للسيد نور الدين الأشكوري.
[18]  المصدر السابق، ج3، ص137.
[19]  المصدر السابق، ج3، راجع: ص123، ص 139، ص142.
[20]  المصدر السابق، ج3، ص139.
[21]  المصدر السابق، ج3، ص143 (بتصرف).
[22]  العنف حين يأتي من الداخل، ص245.