الشيخ الصفار يشيد بالحملة على المخدرات ويدعو لتفعيل دور الأسرة

 

أشاد سماحة الشيخ حسن الصفار بالحملة الوطنية لمواجهة المخدرات، وتصدي سمو ولي العهد لرئاسة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.

ودعا لتفعيل دور الأسرة بتعزيز تماسكها واحتضانها أفرادها، وتوفير أجواء الحماية والوقاية لهم من متاهات الفساد والانحراف.

جاء ذلك في خطبة الجمعة 15 شوال 1444هـ الموافق 5 مايو 2023م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: دور الأسرة في المعركة ضد المخدرات.

وأوضح سماحته أن للأسرة دورًا أساسًا في توجيه مسار حياة أفرادها، كما أنها المتضرر الأول والأكبر من وقوع أحد أفرادها في براثن المخدرات.

وتابع: إذا كان الزوج أو الزوجة أو أحد الأبناء والبنات متعاطيًا للمخدرات، فقد يحول حياة الأسرة جميعها إلى جحيم، ويسلبهم الشعور بالسعادة والأمان.

وأضاف: يتجلى دور الأسرة في بُعد الوقاية والحماية، وبعد العلاج والإنقاذ.

وأبان أن الملاحظة والمراقبة الحكيمة لسلوك الأبناء، وشبكة علاقاتهم، ومبادرتهم بالتوعية حول التحديات التي تواجههم في مراحل حياتهم المختلفة، عنصر مهم في الوقاية والتحصين.

ونقل عن بعض الدراسات أن الأبناء الذين يتلقون رسائل توعوية عن أضرار المخدرات من والديهم، أقل عرضة لاستخدامها بنسبة 50%.

الأسرة سور الحماية الأول

وعن دور الأسرة في مجال علاج وإنقاذ المتورط من أبنائها قال سماحته: إن على الأسرة أن تتعامل في البداية مع من تورط من أبنائها تعاملًا حكيمًا بشفقة، كما هو التعامل مع الفرد المريض، بالاجتهاد في إبعاده عن أسباب وقوعه وتورطه، وبتكثيف النصح والتوعية له، وبإقناعه بسلوك طريق العلاج.

ورفض تستر بعض الأسر على تورط أحد أبناءها، وابان أن ذلك يؤدي إلى نتائج وخيمة.

واستنكر انشغال بعض الآباء عن رعاية أبنائهم بحضور المجالس الليلية والديوانيات، أو كثرة الأسفار، أو سائر الهوايات، بينما قد تختطف أبناءهم الجهات الفاسدة، أو شبكات التواصل الاجتماعي، وحينئذٍ تتحول حياة الأسرة كلّها إلى جحيم.

التحدي الكبير

وذكر أن انتشار المخدرات يمثل تحدّيًا بالغ الخطورة أمام مختلف المجتمعات الإنسانية وخاصة في البلدان النامية.

وتابع: لأن الإدمان على المخدرات يفتك بصحة الانسان الجسمية والنفسية والعقلية، ويستنزف الإمكانات المادية، وقد يدفع الى ارتكاب مختلف الجرائم، مما يشكل خطرًا على استقرار الأسرة وأمن المجتمع.

وأضاف: رغم الإجراءات التي تتخذها الدول والحكومات للحدّ من تهريب وترويج المخدرات، إلا أن الجهات المستفيدة من نشرها وترويجها تتفنن في استخدام مختلف الطرق والوسائل الماكرة لتحقيق أغراضها.

وعن سبب استهداف بلادنا من جهات ترويج المخدرات قال سماحته: لأن في بلادنا ملاءمة وسيولة مالية تجعلها سوقًا مغرية جاذبة لمافيات وعصابات تجارة المخدرات.

وتابع: ولأن بلادنا تمثّل أجلى واعرق رمزية روحية دينية، باحتضانها الحرمين الشريفين، وكونها مهبط الوحي ومهد انبثاق الإسلام، وقبلة المسلمين.

وأضاف: لذلك تريد الجهات المعادية اضعاف روح الانتماء والالتزام الديني في نفوس وسلوك أبناء هذه البلاد، عن طريق نشر المفاسد الأخلاقية ومن أسوئها إدمان المخدرات.

وقال إن بلادنا تعيش حالة نهوض، ومشاريع تنمية جادّة، فيراد افشالها وارباكها بتعطيل طاقات شبابها، وإيقاعهم في فخ الإدمان على المخدرات، ليصبحوا خطرًا على أمن المجتمع والوطن.

وبيّن أن نجاح المعركة، والانتصار في الحرب على المخدرات، يتطلب تضافر الجهود الأهلية المجتمعية، إلى جانب جهود الأجهزة الحكومية، في قيادة المعركة.

ودعا أبناء المجتمع لإعادة النظر في التعاطي مع موضوع انحراف بعض أبناء الأسرة فلا يتسرع في تحميل الأسرة المسؤولية، لأننا نعيش عصرًا قد تتغلب فيه عناصر التأثير الخارجي على تربية الأسرة.

لمشاهدة الخطبة:

https://www.youtube.com/watch?v=kPV5Ta_21nU