الشيخ الصفار يحذّر الآباء من التقصير المؤدّي إلى ضياع عوائلهم

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن العائلة تحتاج إلى الرعاية العاطفية من معيلها، بأن يفيض على أفرادها من زوجة وأولاد الحب والحنان والاحترام والتشجيع.

وحذّر من التقصير في حقهم الذي قد يؤدي إلى ضياعهم، فيبحثون عما يفتقدون من حنان خارج الأسرة، مما يوقعهم في شباك السيئين.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 23 ذو الحجة 1443هـ الموافق 22 يوليو 2022م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: التقصير تجاه العائلة إثم أكبر.

وأوضح سماحته أن الإنسان يتحمّل مسؤولية رعاية شؤون عائلته، وتوفير احتياجاتهم ومتطلبات حياتهم. فإذا ما قصّر في ذلك فإنه محاسب من قبل الله تعالى، ويناله أعظم إثم.

وتابع: لا يحتاج الإنسان المقصّر إلى إثم آخر فهو في أعلى درجات الإثم.

مستشهدًا بما ورد عن الإمام جعفر الصادق : (كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْماً أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُهُ).

وأبان أن مظاهر الاشباع العاطفي تختلف من عصر لآخر ومن مجتمع لآخر.

ولفت إلى أن العائلة تحتاج لرعاية التوجيه والإرشاد وتقديم التجارب النافعة في ممارسة الحياة، ومواجهة مشاكلها.

وتابع: هذا التوجيه يستلزم الانفتاح على أفراد العائلة، والحوار والمناقشة معهم في قضايا حياتهم.

وأضاف: وهناك توفير الاحتياجات المادية ومتطلبات الحياة، وعلى الإنسان أن يكدّ ويكدح لتوفير حاجاتهم والتوسعة عليهم.

وبيّن أن الأسوأ من التقصير في حقوقهم العائلية ممارسة الإيذاء لأحد من أفرادها من قبل المعيل، والتقصير مظهر من مظاهر الإيذاء.

وأشار إلى أن أذى الإنسان لأحد من عائلته هو من مصاديق أفحش الظلم.

واستشهد بما ورد عن الإمام علي : (ظُلمُ الضَّعيفِ أفحَشُ الظُّلمِ).

وقال: هناك تطور قانوني جيد في بلادنا يتمثل في صدور قانون الحماية من الإيذاء، لكنه قد لا تصل حالة الإيذاء إلى الجهات المعنية بتطبيق القانون.

ومضى يقول: صدور الأذى من راعي العائلة والقيّم عليها له آثار نفسية شديدة على الضحايا يرصدها التربويون والباحثون النفسيون.

وتابع: قد يصاب الضحية بحالة من الإحباط والاكتئاب، قد يدفعه لتنمية حالة الانتقام في ذاته من محيطه الأسري والاجتماعي. وقد يحدث له عقدًا نفسية دائمة.

وبمناسبة حلول العطلة الصيفية قال سماحته: تعتبر العطلة الصيفية وقتًا حساسًا لأفراد العائلة خاصة الأبناء والبنات، لوجود وقت الفراغ.

وتابع: هذا الأمر يحمّل رب الأسرة التفكير الجادّ لإدارة هذه الفترة، بقضاء وقت أطول مع عياله، وبتوفير برامج مناسبة لهم، وبحمايتهم من أخطار الصيف.

وأضاف: تفيد بعض الدراسات الاجتماعية، أن نسبة كبيرة من توجهات الانحراف تحصل عند الناشئة في العطلة الصيفية.