الشيخ الصفار: على كل فرد أن يفكر كيف يصبح ثريًا؟
قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن على كل فرد أن يفكر كيف يصبح ثريًا، ولا يكتفي بمستوى محدود من الدخل، فالمال يمثل قوة في الحياة الاجتماعية
وأضاف: إذا كثر الأثرياء وزادت الثروة في المجتمع يكون المجتمع قويًا ومحترمًا بين سائر المجتمعات.
جاء ذلك خلال المحاضرة العاشورائية الثامنة 8 محرم 1443هـ الموافق 17 أغسطس 2021م مساء الاثنين بمجلس الحاج سعيد المقابي في حي الجزيرة بمدينة القطيف.
وقال الشيخ الصفار: "لا شكَ أن تأثير الثقافةَ ذات المنشأ الديني أكثر وقعاً على المجتمعات الدينية وسلوك أفرادها، لذا جاءت أهمية دراسة الآراء الدينية ذات الصلة بشؤون الحياة".
وأبان سماحته أن الدين يحفز الإنسان للثراء والغنى، وفي ذات الوقت يحذر من الآفات والآثار السلبية التي يفرزها، ومنها الاستغراق في حب المال واللهاث خلفه دون أي التفات للقيم والمبادئ والبعد الإنساني والاجتماعي.
وتابع: يحتاج الإنسان الى المزيد من الثقافة المحفزة لاكتساب الثروة، وألا يكتفي بمستوى محدود من الدخل.
وأوضح أن اكتساب الثروة عن طريق الكد والسعي، تعني بذل الطاقة والنشاط مما يجعل الانسان أكثر حيوية وقدرة وتعطيه خبرة في مجال عمله وفي الحياة العامة مما يؤدي للارتقاء بمستواه المعيشي.
وتابع: لكي يكون المجتمع ثرياً لابد من اتاحة الفرصة أمام أفراده عن طريق التعليم والتأهيل وتقديم المشورة والخبرة لهم.
ومضى يقول: يمثل المال قوة في الحياة الاجتماعية، فإن امتلاكه يعطي الإنسان قوة في شخصيته، ومكانة في محيطه الاجتماعي. وبذلك يستطيع مساعدة الآخرين، وخدمة مجتمعه ودينه.
وأضاف: إذا كثر الأثرياء وزادت الثروة في المجتمع يكون المجتمع قويًا ومحترمًا بين سائر المجتمعات.
وأشار إلى أن للمال اهمية في كسب القوة والقدرة للفرد والمجتمع والامة على حد سواء.
وذكر ثلاثة اتجاهات في التراث الديني ذات صلة بالفاعلية الاقتصادية والسعي نحو كسب الثراء، وتحصيل القدرة المالية.
وتابع: الأول من هذه الاتجاهات يمجد الفقر ويمتدحه، والثاني يدعو للاكتفاء بحد الكفاف.
وأضاف: والثالث يدفع ويحفز نحو السعي للغنى والمزيد من التحصيل.
وذكر أن القرآن حين يتحدث عن صفات المؤمنين، يكون في طليعتها أداؤهم للزكاة، وانفاقهم للمال في سبيل الله.
وأضاف: بالتأكيد فإن من يعيش حالة الفقر أو الكفاف لا يكون قادرا على الزكاة او الانفاق.
وتابع: الأدعية المأثورة تحث على طلب الرزق وترغّب على السعي فيه كما تأمر آيات القرآن الكريم بسؤال الله من فضله وهو الرزق.
ونفى أن يكون في القرآن الكريم آية تمجد الفقر أو تمتدحه، مؤكداً أن الآيات تتحدث عن مساعدة الفقراء لتجاوز حالة الفقر بينما يمكن استنتاج اشارات عدة من الآيات الكريمة التي تتحدث بنظرة إيجابية عن الغنى والثروة.
وفي موضوع متصل أشاد سماحته ببعض المبادرات الجديدة من رجال الأعمال المحسنين حيث قدم أحدهم دعما سخيا لجمعية القطيف الخيرية، وهي عمارة جديدة يقدر قيمتها ١٢ مليون ريال، والآخر تبرع لجمعية البر بسنابس بأرض وقيمة بنائها، ما يبلغ أربعة ملايين ريال.
