الشيخ الصفار يدعو المثقفين للمشاركة في إنتاج المعرفة الدينية

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار فئة المثقفين للمشاركة والمنافسة الإيجابية مع المؤسسة الدينية في ميدان انتاج المعرفة والثقافة الدينية عبر الانفتاح على مصادرها الرئيسة.

وتابع: لا مبرر للقطيعة والتباعد بين المثقف والمؤسسة الدينية.

جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي أقامتها "قناة أنس الإلكترونية" من سلطنة عمان وبُثت مباشرة عبر الـ «يوتيوب» تحت عنوان «المثقف وإنتاج المعرفة الدينية»، بإدارة م. محمود عبدالخالق اللواتي مساء الاثنين 23 ربيع الأول 1442هـ الموافق 9 نوفمبر 2020م.ندوة عمان

وأبان سماحة الشيخ الصفار أن المثقف حين يتصدى لإنتاج المعرفة الدينة من خلال البحث والدراسة لمنابعها ومصادرها فإن نتاجه سيكون إضافة نوعية مهمة للساحة الفكرية والاجتماعية.

وطالب المثقفين بعدم الاكتفاء بالقراءة العابرة والاطلاع السطحي على القضايا الدينية، مؤكدا وجود ثروة عظيمة من العلم والمعرفة في التراث الديني لا يصح تجاهلها والتنكر لها والاستهانة بها.

ولاحظ سماحته وجود اهتمام عند المستشرقين والباحثين الغربيين بدراسة مصادر التراث الإسلامي وقضاياه بجدية ودقة، بينما "يعرض عن ذلك بعض مثقفي مجتمعاتنا الإسلامي"، موضحا أن سبب ذلك إما "لفقدهم الثقة في تراثهم وانبهارهم بثقافة الآخر، او خضوعًا لحالة الكسل وفقدان الجدية في البحث العلمي".

وقال الشيخ الصفار كما أن المؤسسة الدينية مطالبة بالانفتاح على المثقفين للاستفادة من خبرتهم وكفاءتهم، فالمثقف مطالب بالمبادرة للتواصل مع هذه المؤسسة. رافضاً أي مبرر للقطيعة بينهما.

وأوضح أن المثقف يستطيع عبر التواصل أن "يقدم نقده، وتقويمه، ومقترحاته، ويضع الجهات الدينية في صورة الواقع الذي يعيشه العالم والمجتمع، ويلفتهم إلى خطورة التحديات التي يدركها". مبينا أن اطلاع الجهات الدينية قد يكون غير كاف على هذا الصعيد.

وابان أن المثقف يستمد معارفه من العلوم الحديثة، ومن مواكبته لواقع الحياة، ونشأته الأكاديمية، وهو على تماس مباشر مع التحديات الفكرية والاجتماعية، ولديه تواصل مع طبقات واتجاهات مختلفة.ندوة عمان

وأضاف: كما أنه أقل خضوعاً لتأثير واقع الأعراف والتقاليد الشعبية قياساً بحال أعضاء المؤسسة الدينية، فهو أكثر جرأة على النقد والتجديد في مجال المعرفة الدينية.

وأشار إلى وجود أسماء لمثقفين مسلمين من خارج المؤسسة الدينية كان لهم عطاء مميز في رفد المعرفة الدينية، وفي حركة الفكر الإسلامي والنهضة المعاصرة كالعقاد وبازركان وشريعتي ومالك بن نبي ومحمد إقبال.

وقال سماحته ليس هناك مجال من مجالات المعرفة الدينية يحظر على المثقف بحثه وإبداء النظر فيه ضمن الإطار العلمي، مستثنياً مجال الفتوى "فإن إصدار الفتوى يستلزم امتلاك أدوات الاستنباط والاجتهاد".

ولفت إلى أن دراسة مصادر المعرفة الدينية تجعل المثقف أكثر عمقًا في احاطته بالفكر الديني وأقرب إلى الموضوعية في تقويمه ونقده. وأقدر على المشاركة والمنافسة في انتاجه وعرضه.

وقال: لقد تيسرت في هذا العصر سبل الوصول إلى العلوم الشرعية الدينية، فهناك صياغات جديدة لبعض هذه العلوم كالفلسفة والفقه وعلم أصول الفقه وعلم الحديث بجهود بعض الاعلام المجددين.

وعرف الشيخ الصفار المثقف بأنه من له اطلاع وافر على معارف متعددة ليست بمعزل عن قضايا المجتمع العامة.

ورفض ما يقوم به البعض من تسرع في تكوين انطباع سلبي تجاه القضايا الدينية قبل أن يصرف جهدًا في الدراسة والبحث.

وتابع: قد يأخذ موقفًا من بعض قضية دون أن يطلع على خلفياتها وادلتها وقد يكون الرأي الذي ينتقده المثقف ليس مجمعًا عليه دينيًا وانما يمثل رأيًا من الآراء.

وأضاف على المثقف أن يتعرف على الدين من داخله وضمن المنهجية العلمية.

وقد شارك في الحضور والحوار والمداخلات عدد من المثقفين والمهتمين من مناطق الخليج وبلدان أخرى.

لمشاهدة الندوة: 

https://www.youtube.com/watch?v=zKbbCASC__w

ندوة عمانندوة عمان