الشيخ الصفار يشدد على حاجة الإنسان الى سلاح الأمل

 

ذكر سماحة الشيخ حسن الصفار أن من أشدّ الابتلاءات والتحديات التي تواجه الإنسان في هذه الحياة هي(الأمراض)، حيث تهدد حياته ووجوده، وتعوّق حركته ونشاطه، وتسلب عنه الراحة والهناء.

جاء ذلك في ليلة العاشر من شهر محرم الحرام بمجلس المقابي بالقطيف، داعياً الناس إلى السعي لاستكشاف سبل الوقاية من الأمراض، والتمكن من علاجها.

وقد نوه الصفار أن الإنسان قد كثف دراسته للطبيعة التي يعيش فيها من جماد ونبات وحيوان وظروف مختلفة لبيئة الحياة، نظرًا لصلتها الوثيقة بحياته، وتأثيرها على صحة جسمه، ولتوفرها على عناصر مكافحة الأمراض ومعالجتها.

كما وأكد على أن (الاطمئنان والرضا النفسي) هما أهم ما يحتاج اليه الإنسان في هذه الحياة، منوهاً أن الإنسان يواجه تحديات، وتعترض طريقه عقبات، فكيف يكون موقفه النفسي تجاهها!

وأشار الى أن في هذا العصر يواجه الإنسان التحدّي الأكبر مع إمبراطور الأمراض– كما أطلق عليه– وهو (مرض السرطان)، لافتاً إلى أن هذا المرض الذي يفتك كل عام بأكثر من 12 مليون من البشر، في معدل تصاعدي يتوقع أن يصل إلى 24 مليونًا بحلول عام 2035م

وشدد على حاجة الأنسان إلى سلاح الأمل والمعنويات الرفيعة، تجاه كلّ مشكلة أو تحدٍّ يواجهه، فذلك جلّ ما يحتاجه المريض بالسرطان، حيث تحوّل هذا المرض إلى “بعبع” في نفوس الناس، بسبب الاعتقاد الشائع بأنه يعني نهاية الحياة.

وبين أن في العقيدة والثقافة الدينية مفاهيم وتوجيهات تبعث في النفوس الأمل والرجاء، لمواجهة مختلف الظروف الصعبة والأخطار البالغة.

ووضح قائلا:” اكتشاف الإنسان لإصابته بالسرطان تشكل صدمة كبيرة، قد تسبب له الانهيار النفسي، والاضطراب الفكري، وذلك ما يزيد ضعف مناعته أمام المرض، ويجعله فريسة سهلة لانتشاره وسيطرته، بينما تكون رباطة الجأش، والثقة والاطمئنان النفسي هو ما يعزّز قوة المناعة، والقدرة على المقاومة”.

ونوه إلى أن التعاليم الدينية توجهنا للالتجاء إلى الله، في كل شدة نمرّ بها، ولن يُعجِزَ إرادة الله أيّ مرض، فهو القادر على كل شيء، وهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف عنه السوء.

وأردف قائلاً:” الإيمان يجب أن ينعكس على منهجية التفكير عند الإنسان، فأولاً يستخدم التفكير، ويكون العقل مرجعيته”، مشيراً إلى أن الحقائق والتجارب تؤكد أهمية روح الأمل والمعنويات الرفيعة، لمساعدة المريض في إنجاح برامج علاجه، وللتغلب على آثار المرض وتداعياته.

وأشار إلى ما يناله المريض من ثواب الله إذا ما تحلى بالصبر والثقة بالله والتوكل عليه.

كما وتطرق الى رأي البعض عن الإيمان وكأنه مجموعة معتقدات وآراء يعتنقها الإنسان في إطار ما يتوفر عليه من معلومات، كمعلوماته عن وجود مجرات وكواكب أخرى.

وذكر أن البعض يتعامل مع الإيمان كانتماء عائلي اجتماعي، أو يرونه متمثلا في أداء العبادات والشعائر الطقوسية، موضحاً أن الإيمان في حقيقته صياغة مميزة لشخصية الإنسان تتجلى في منهجية التفكير، حركة المشاعر ومظاهر السلوك، مستشهدا بالروايات الشريفة والآيات المباركة.

وختم سماحته باتخاذ الأمام الحسين نموذجاً في تحمل المسئولية تجاه الدين والأمة، مبيناً أن الإمام الحسين ليس مجرد مظلوم نبكي عليه، أو مصاب نتألم لمصابه، بل هو أعظم بطل في التاريخ تشكل سيرته مدرسة يجب علينا إحيائها.