الشيخ الصفار يدعو الوسط الإسلامي إلى الانفتاح على حالات النقد والتقويم

 

ويقول ان الخطاب الديني أداء بشري غير معصوم ويحتاج الى التطوير.
ويدعو إلى التزام المعايير الموضوعية المجمع عليها عند ممارسة النقد.
وينتقد الخطاب الديني المتزمت الذي يركز على الانتقائية في النصوص.
ويشيد بعدد من المرجعيات الدينية الجريئة التي خاضت عملية النقد الذاتي.

 

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار الوسط الإسلامي إلى الانفتاح على حالات النقد والتقويم الموجهة للخطاب الديني، خاصة منه القائم على مرجعية فكرية مجمع عليها.

 جاء ذلك في المحاضرة العاشورائية التي القاها ليلة الإثنين 2 محرم 1441هـ الموافق 2 سبتمبر 2019م في مجلس المقابي بالقطيف.

 وقال الشيخ الصفار " الخطاب الديني أداء بشري غير معصوم عن الخطأ وهو بحاجة الى التطوير مع تطور الحياة وتقدم العلم".

 وانتقد بعض الأوساط الدينية التي يزعجها النقد والتقويم لكل ما يرتبط بالدين "وكأن كل شيء من ذلك هو من الثوابت ومن الوحي والمقدسات".

 وأضاف بأن هواجس البعض تجاه وقوف الأعداء خلف حالات النقد الديني لا ينبغي أن تشكل مانعا من التقويم الذاتي وإنما دافعا نحو سد الثغرات وكشف المغالطات.

 ودعا سماحته الأوساط الإسلامية إلى الانفتاح على حالة النقد خاصة منه القائم على مرجعية فكرية مجمع عليها.

 وتناول في السياق جملة من المرجعيات الدينية الجريئة التي خاضت عملية النقد الذاتي ومنهم السيد محسن الأمين والشيخ محمد جواد مغنية والشيخ مرتضى مطهري والسيد محمد باقر الصدر والسيد محمد الشيرازي والسيد فضل الله إلى جانب المرجع السيستاني في وصاياه العاشورائية.

 وعلى مستوى معايير النقد والتقويم دعا سماحته إلى التزام المعايير الموضوعية عند ممارسة النقد والتقويم. رافضا مسلكية التهريج والتجريح أو تعميم الأخطاء "هذا أسلوب خطأ، يضر ولا يفيد، ويفقد صاحبه المصداقية".

 ونوّه سماحته إلى جانب من مناهج النقد على أسس علمية وهو القائم على ملاحظة المخرجات والنتائج سلبا أم إيجابا.

 واستطرد بأن الواقع الاجتماعي يكشف عن ظواهر سلبية خطيرة منها؛ عدم رسوخ القيم الأساسية للدين في المجتمع، وضعف الاهتمام العلمي والثقافي، وانخفاض مستوى الفاعلية والإنتاج وجودة الحياة، وضعف العمل التطوعي، وكثرة الخلافات والنزاعات.

 غير أنه ألمح في مقابل ذلك إلى أن هناك من يحمّل الخطاب الديني فوق طاقته وقدرته. معلّلا بأن التخلف في المجتمعات الإسلامية نتاج عدة عوامل سياسية واقتصادية وتعليمية واجتماعية.

 وأوضح الشيخ الصفار بأن الله تعالى لم يكلّف الأنبياء بتغيير مجتمعاتهم بقدر ما دعاهم لتبليغ رسالاته للناس وحسب.  

 واستدرك قائلا "يمكن للخطاب الديني ان يؤدي دورا كبيرا في نهوض مجتمعاتنا وإنجاز التنمية في اوطاننا".

 وعلّل ذلك بالقول "بأن الخطاب الديني يحرك الدوافع الذاتية للإنسان، ويجعله أكثر التزاما بالقيم والمبادئ، وأكثر حرصا على العمل والعطاء".

 وأورد جملة من سمات الخطاب الديني العقلاني الذي "كما أكد على التوحيد أكدّ على حرية الانسان، وحين فرض الجهاد، وضع أساس السلم والسلام، وحين حث على التبري من أعداء أهل البيت، حث على حفظ وحدة الأمة والمداراة".

 في مقابل ذلك انتقد سماحته الخطاب الديني المتزمت الذي يركز على بعض النصوص الدينية مفصولة عن المنظومة المتكاملة للدين.

 

2 محرم2 محرم2 محرم2 محرم2 محرم2 محرم