الشيخ الصفار يحثّ على التسامح مع المخطئين والسعي لاستيعابهم

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

ويقول: على المؤمن استيعاب ابناء مجتمعه صالحين كانوا أم منحرفين.
ويضيف بأن عزلة المتدينين تعطي أنموذجا سيئا عن الانسان المتدين.
ويشير إلى ان القطيعة قد تصح كإجراء مؤقت للردع.

 

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار المتدينين إلى الظهور على نحو أكثر تسامحا واستيعابا لأبناء مجتمعهم في ظل انتشار الانحرافات والمفاسد والنأي عن القطيعة أو المواجهة السلبية معهم. 

جاء ذلك خلال حديث الخطبة الجمعة 15 رجب 1440هـ الموافق 22 مارس 2019م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.

وقال الشيخ الصفار ان من الطبيعي أن يقلق الانسان المتدين من أي مظهر للتهاون في أمور الدين، مستدركا بأن ذلك لا يعني الانزواء ولا الدخول في قطيعة أو مواجهة سلبية مع المجتمع.

وأضاف "ان العزلة تعطي أنموذجا سيئا عن الانسان المتدين خاصة ضمن الظروف التي تكون فيها المفاسد حالة عامة والمنكرات جارفة وقد يصعب على المؤمن مواجهتها".

وحول الدعوات للقطيعة مع المتورطين في المعاصي قال سماحته بأن القطيعة قد تصح إذا كانت إجراءاً مؤقتاً للردع.

وأمام حشد من المصلين قال سماحته ان الانسان المؤمن يشعر بالمسئولية تجاه أبناء مجتمعه ويسعى لإصلاحهم وهذا لا يتأتى بالمقاطعة.

ومضى يقول "قد لا يستطيع المتدين رفع الصوت عاليا امام المنكر، ولا يمتلك القدرة على إلزام الناس، وحين يقاطعهم او يعاديهم يقدم نموذجا سلبيا عن تدينه، ويضع نفسه في خانة العزلة والحصار".

وتابع الشيخ الصفار القول في مقابل ذلك "إذا راهن المتدين على منهجية الاستيعاب وخلق الاجواء البديلة وتقديم التوجيه النافع للناس هنا سيكون مؤثراً في مجتمعه". 

وخاطب سماحته المتدينين قائلا "إذا ما رأيت شخصا من أبناء المجتمع قد انحرف نحو معصية من المعاصي فلا تغسل يدك منه، ولا تقطع الأمل من إنقاذه واصلاحه، فربما يكون اسير نزوة وقتية عابرة. وعليك ان تسعى لاجتذابه عبر منافذ أخرى".

واستطرد "قد تجد شابا متورطا في خطأ من الأخطاء ومعصية من المعاصي، لكنك تستطيع ايقاظ مشاعره الطيبة في مجال من مجالات الخدمة فيكون ذلك سببا لإصلاحه".

وأوضح سماحته بان المعادلة التي وضعها أئمة أهل البيت تقضي بأنه كلما زاد إيمان المؤمن ازداد معه استيعاب الآخرين من ابناء مجتمعه صالحين كانوا أم منحرفين.

وأضاف بأن الأئمة في الوقت الذي يربون فيه أصحابهم على التطلع لأعلى درجات الالتزام الديني، يؤكدون في الوقت عينه على استيعاب الآخرين وحسن التعامل معهم وإن كان بعضهم ضعيفا في التزامه الديني.