الشيخ الصفار يدعو إلى التسامح والنأي عن البذاءات الطائفية

مكتب الشيخ حسن الصفار
ويدعو الى تحكيم لغة العقل وتعزيز التعايش والتسامح وتغليب مصالح الأمة.
ويحض على الاستماع إلى صوت العقل والنأي عن مؤججي الفتن ومحترفي السباب.
ويدعو الى استلهام نهج أهل البيت في التسامح والتعايش رغم الظروف القاسية.
ويتساءل؛ متى سيحتفل العالم الإسلامي والعربي بانتهاء احتراباته الداخلية.

 حذر سماحة الشيخ حسن الصفار المجتمعات الدينية من المضي في نهج التأجيج المذهبي استنادا إلى تراث ديني انتقائي يعزز البذاءة والاحتراب ويقدم وقودا لصراع سياسي مفتوح.

جاء ذلك خلال خطبتي الجمعة 8 ربيع الأول 1440هـ الموافق 16 نوفمبر 2018م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.

وقال الشيخ الصفار: "على الإنسان أن يصغي لعقله ضمن دائرة الدين. وألا يصغي إلى من يحترف خطاب البذاءة والسب واللعن والشتم فهو صبٌ للزيت على نار الفتن والصراع والانقسام".

وحذر الجماعات الدينية من المضي في نهج التأجيج المذهبي استنادا إلى تراث ديني انتقائي يعزز البذاءة والسباب والاحتراب.

وفي السياق رفض سماحته بشدة اتخاذ البعض مواسم معينة كالتاسع من شهر ربيع الأول حيث يطلقون عليه فرحة الزهراء "وحاشاها أن تفرح بتمزيق أمة أبيها".

وأضاف القول إذا كان العامل السياسي والمصلحي هو الأصل والمحور في الحروب والصراعات فإن هناك استغلالا للدين والمذهب في إدارة هذه الحروب وإدامتها.

وبمناسبة اليوم العالمي للتسامح حض سماحته التيارات الدينية على تحكيم لغة العقل وتعزيز حالة التعايش والتسامح وتغليب مصالح الأوطان وشعوب الأمة.

ومضى يقول أمام حشد من المصلين: هذا ما يجب أن يتنبه له المتدينون الذين يطرحون بعض القضايا المذهبية التي تؤجج الصراع والانقسام فإذا ما ناقشتهم نقلوا لك رواية من هنا ورواية من هناك.

وتابع القول: إن التراث المذهبي السني والشيعي يتضمن روايات تدعو الى التعايش والتسامح وأخرى تحض على كراهية الطرف الآخر ولعن رموزه وسبهم. داعيا إلى الاستماع إلى صوت العقل والنأي عن مؤججي الفتن ومحترفي البذاءة والسباب.

وفي ذكرى وفاة الإمام الحسن العسكري حض سماحته على الاستلهام من نهج التسامح والتعايش الذي شدد عليه رغم الظروف القاسية التي عايشها طوال حياته تحت الحكم العباسي.

وتسائل الشيخ الصفار "إذا كان العقل البشري والتجربة الإنسانية قد وصلت الى مستوى من النضج والتقدم لإقرار مبدأ التسامح بين الحضارات والأديان والثقافات، فهل نبقى خارج هذا السياق الإنساني العالمي".

وعلى هامش احتفالات العالم في العاصمة الفرنسية بمرور مئة عام على انتهاء الحرب العالمية الاولى بحضور 70 رئيس دولة تسائل سماحته "متى سيحتفل العالم الإسلامي والعربي بانتهاء احتراباته الداخلية".