الشيخ الصفار: يدعو الخطاب الديني إلى الاهتمام بجودة الحياة وتحسين معيشة المجتمعات

مكتب الشيخ حسن الصفار

ويقول بأن الدين مشروع لحياة أفضل لا مشروعا للخلاص في الآخرة فقط.

ويرى أن الخطاب المنبري يعاني انتكاسة.. وإليه يعود تردي المسلمين

ويؤكد أن الخطاب المنبري ليس طقسا شكليا ولا مهنة للارتزاق.

ويرفض اعتبار المفاهيم الاخلاقية كالزهد والقناعة نقيضا للاستمتاع بالحياة.

 

حمّل سماحة الشيخ حسن الصفار الخطاب المنبري المسئولية عن تغييب جانب مهم من جوهر الرسالة الدينية وهو المعني بإصلاح الحياة ورفع مستوى المعيشة للأفراد والمجتمعات.

وقال في محاضرته العاشورائية مساء الاربعاء ليلة الثاني من محرم 1440هـ الموافق 11 سبتمبر 2018م "بأن الرسالة الدينية للمنبر هي تذكير الناس بالله.. والدفع باتجاه حسن الادارة والتدبير في الحياة المعيشية والاجتماعية.

وأردف أمام حشد من المستمعين في مجلس المقابي بمدينة القطيف بأن الدين ليس مشروعا للخلاص في الآخرة فقط، بل هو إلى جانب ذلك مشروع للحياة الأفضل في الدنيا.

وتابع ان من أهم اولويات رسالة الدين في الحياة الاجتماعية التي ينبغي تأكيد المنبر عليها هي محورية القيم الاخلاقية في التعامل الاجتماعي وذلك بحفظ الحقوق والاحترام المتبادل.

واجتماعيا اعتبر الشيخ الصفار ان من أبرز مظاهر الخلل في الخطاب المنبري هو التركيز على حقوق الله وتجاهله لحقوق الناس.2 محرم 1440

ومضى يقول ان هذا الخلل أدى إلى ظهور متدينين مهووسين بمظاهر التدين الخارجي، لكنهم في مقابل ذلك متساهلون جدا حيال حقوق الناس "وهذا خلاف رسالة الدين". 

واستطرد على ذات الصعيد بالقول ان الخطاب الديني مدعو إلى الاهتمام بجودة الحياة وتحسين مستوى المعيشة لدى الافراد والمجتمعات.

ورفض سماحته تفسير بعض المفاهيم الاخلاقية كالزهد والقناعة والرضا وكأنها بالضد من الاستمتاع بالحياة و الاستفادة من خيراتها.

وإلى هذا التفسير الخاطئ أرجع سماحته وقوع قطاع غير قليل من المسلمين ضحايا الفقر والتخلف والفوضى بخلاف غيرهم من المجتمعات.

وأضاف بأن التعاليم الدينية تدفع باتجاه جعل حياة المجتمعات المؤمنة أكثر تطورا وغنى وأكثر رفاهية من غيرها بخلاف ما هو جار الان.

وخلص إلى ان رسالة الدين هي إصلاح الحياة واصلاح المجتمع، وذلك هو جوهر حركة الامام الحسين وهدف نهضته حين قال "إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي".

ويأسف لتراجع الخطاب المنبري

وقال الشيخ الصفار انه بالرغم من التطور العام للخطاب المنبري في المجتمع الشيعي الا ان هناك من لايزال يرفض أي تطوير ويصر في مقابل ذلك على بقاء الحالة التقليدية المتقادمة.

وأورد سماحته اعتراض احدهم على طرح مواضيع ثقافية واجتماعية في موسم عاشوراء وزعمه بأن ذلك مشروع واضح المعالم في الحرب على الشعائر. 

وتناول في السياق تجربة الراحل الشيخ احمد الوائلي الذي ترك بصمة تطويرية للخطاب المنبري "شكلت منعطفا" ولفتت أنظار الجميع داخل مدرسة اهل البيت وخارجها.

وتابع بأن المأمول كان البناء على ما أنجزه الوائلي والمضي قدما في عملية تطوير الخطاب الحسيني تبعا لتطورات العصر.

وأسف سماحته إلى تراجع مستوى الخطاب المنبري الشيعي الذي أسس له الشيخ الوائلي.

ووصف ذلك التراجع "بالانتكاسة التي لا تليق بمدرسة أهل البيت.. ويظهرها على نحو هزيل وفق توصيف المرجعية الشيعية في النجف في وصاياها للخطباء الحسينيين".

وشدد  بأن الخطاب المنبري ينبغي ان لا يكون طقسا شكليا ولا مهنة للارتزاق يجيره الخطيب وفق ما تقتضيه "السوق".