في حلقة مسجلة لقناة الشيخ العبري

الشيخ الصفار يرفض جدل الانتصار للذّات واستعراض العضلات

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

رفض سماحة الشيخ حسن الصفار أن يتحول الحوار إلى جدل عقيم يقصد منه الانتصار للذات، أو استعراض العضلات، مؤكدا على أن الحقيقة والاستفادة وتبادل الأفكار هو الهدف الحقيقي للجدل.

جاء ذلك في حلقة "تأملات في وحدة وإنسانيّة الصّيام" التي سُجلت الخميس 10 مايو 2018م، وتمّ بثها يوم الخميس 8 رمضان 1439هـ الموافق 21 مايو 2018م على قناة الشيخ بدر العبري من سلطنة عمان في (youtube).

وأشار سماحتة إلى أن الجدل في أصله حالة إنسانيّة: ﴿وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا، فالإنسان تكوينا يمر بحالتي جدل: جدل داخليّ؛ لأنّه لا يقرر رأيا إلا بعد جدل مع نفسه، مع عقله ورغباته، وجدل خارجي بينه وبين الآخرين.لقاء قناة الشيخ العبري

وتابع: إلا أنّ الجدل يكون أحيانا هادفا، كهدف الاستفادة من الآخرين، أو بهدف إفادتهم بفكرة وصل إليها، وهناك جدل غير هادف كجدل الانتصار للذّات، أو استعراض العضلات.

وفي جانب آخر أوضح الشيخ الصفار أنّ من رحمة الله تعالى أن جعل شعائر المسلمين موحدة من صلاة وصيام وحج، وهذه الشّعائر توحد المسلمين؛ لأنّهم يتفقون في فرضيتها، ويتفقون بنسبة كبيرة في تفاصيلها العمليّة، والخلافات في مسائل فرعيّة ومحدودة، فمن المساوئ أن نترك المشترك الكثير، ونركز على المختلف القليل، والعقل يدعو إلى التّركيز حول المشترك، وهو منهج القرآن الكريم: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ.

وعن الصّيام وعلاقته بالتّربيّة الإنسانيّة، قال سماحته إن الصيام يربي لدى الانسان قوّة الإرادة، حيث يكون هو الحاكم على رغباته وشهواته، فللجسد تكوينا حاجات، إلا أنّ تحقيقها يكون وفق العقل ومراعاة الآخرين، ووفق المصلحة العامّة، وفي الوقت نفسه يتحقق من خلال الصّيام الإحساس بالآخرين الّذين لا يستطيعون تحقيق هذه الحاجيات.

وحول مرور ذكرى واقعة بدر في شهر رمضان المبارك أبان سماحته أن استعمال مصطلح الغزوة والسّبي والجزية في عصرنا الحاضر قد يسبب اشكالا ثقافيا، فبعض المسلمين يريدون أن يقرؤوا أحداث الماضي بلغة وعقليّة وثقافة اليوم، والمجتمعات البشريّة في مسيرة تطور تصاعديّة، فهذه المصطلحات والأحكام وفق بيئة وزمان معين، وللحروب أيضا ثقافات وأعراف يتوافقون عليها حينها بين جميع الأطراف والقبائل، واليوم نعيش عصرا متقدّما فيه منظمات دولية لها قوانينها ومواثيقها حول الحروب، فيجب أن نلتزم بها بصيغتها الإنسانيّة المعاصرة.

لمشاهدة حلقة تأملات في وحدة وإنسانيّة الصّيام