الشيخ الصفار: التزاوج بين أتباع المذاهب الإسلامية يقلل التوترات المذهبية

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

ناقش الشيخ حسن الصفار يوم الجمعة الماضي (08 جماد الأول 1439ﻫ الموافق 26 يناير 2018م ) وخلال الندوة الأسبوعية التي يعقدها في مجلسه بالقطيف مسألة التزاوج بين أتباع المذاهب الإسلامية من ناحية شرعية واجتماعية، فأشار إلى ان الفقهاء وطبقا لروايات عن أئمة أهل البيت "ع" يجمعون على إباحة التزاوج بين أتباع المذاهب الإسلامية.

وفي إجابة على سؤال حول كيفية التوافق الزوجي بين زوجين من مذهبين مختلفين؟. يُلفتُ الشيخ الصفار ان الانسجام والتوافق بين الزوجين ليس العامل الوحيد المؤثر فيها هو التوافق الفكري، والديني، وقد لا يكون هو العامل الأساس، بل العامل الأساس هو وجود الوعي واحترام الحقوق بين الزوجين، حتى لو اختلفت ثقافتهما الدينية.اضاءة

ويشير الشيخ الصفار أن الفقهاء الشيعة يستثنون فئتين لا يجيزون التزاوج منهما: الأولى المغالين في أهل البيت "ع" وهم الذين يمنحونهم بعض صفات الإلوهية، والفئة الأخرى هم النواصب، الذين يظهرون البغض لأهل البيت. لافتا إلى انه بالمجمل ووفق المذهب الشيعي، فانه يجوز للشيعي ان يتزوج سنية ويجوز للشيعية ان تتزوج سنيًأ. مع اشتراطهم عدم تأثير الزوج على زوجته من خلال فرض تغيير المذهب أو العقيدة عليها.

ويرى الصفار ان التنشئة الدينية للأولاد مسؤولية الأب في الأصل، مطالبا العوائل ان تأخذ عامل تغير الزمن والظرف في مسالة زواج الشاب ممن يريد، فلم يعد الزمن كما مضى بل أصبح الولد يعرف أكثر من السابق بمن يريد الارتباط بها. وكذلك الأمر بالنسبة للفتاة.

وشرعًا يشير الشيخ الصفار إلى انه ليس للوالدين أي ولاية في مسالة زواج الولد ما دام بالغا عاقلا، وان كان الأفضل ان يستأذن والديه تأدبا واحتراما. وبعض الفقهاء يرون استقلال الفتاة البالغة العاقلة الرشيدة بأمر زواجها.

ويرى الشيخ الصفار ان مصلحة الأمة والموطنين في أي بلد أن تتعزز الوحدة بين ابنائه ومن سبلها التزاوج بين مختلف الطوائف والفئات وذلك ما يساعد على التقارب والتداخل بين ابناء المذاهب الإسلامية، لكنه يلفت لوجود نظرة أخرى وهي القلق على الهوية المذهبية والخوف من الذوبان في الطرف الآخر، لكن الناس لديهم الآن ثقة في أنفسهم وأديانهم وأفكارهم، مشددا أنه يميل للخيار الأول وعدم تضخيم مسألة القلق على الهوية.

 

  • تاريخيا التزاوج كان موجودا بين المسلمين

 

واستعرض الشيخ الصفار العلاقة بين المسلمين تاريخيا، فأشار إلى انه في العصور والعهود الأولى لم يكن هناك فرز اجتماعي على أساس مذهبي، بل كان المسلمون يعيشون مع بعضهم يتزوجون فيما بينهم ولم يكن هناك مساجد خاصة بكل مذهب.اضاءة

وأشار سماحته إلى بعض حالات الزواج عند أئمة أهل البيت "ع"، فأشار إلى أن أمير المؤمنين عليًا تزوج أسماء بن عميس وهي كانت زوجة للخليفة أبي بكر، كما أن محمد بن أبي بكر تربى في حضن الإمام علي. وأن الخليفة الثاني عمر تزوج أم كلثوم بنت علي عليه السلام كما ورد في بعض الروايات الشيعية.

كذلك الإمام الباقر والإمام زين العابدين كانت لهما زوجتان خارجيتان. كما تزوج الإمام الرضا من ابنة المأمون العباسي، وتزوج الإمام الجواد من ابنة المأمون أيضا. مشيرا إلى انه فيما بعد وبسبب التباعد المذهبي، هناك من قام بتفسيرات اخرى لتبرير هذه الزواجات، لكنه بالمجمل أمر قد حصل.

وقال الشيخ الصفار تاريخيا لم يكن هناك فرز في التزاوج بين أبناء الأمة بسبب اختلاف آرائهم العقائدية أو الفقهية والسياسية، لكن مع مرور الزمن وحصول ظروف من التشاحن المذهبي، أصبح هذا الفرز الذي ورثناه مع هذا الجيل، فأصبحت الطوائف كيانات منفصلة عن بعضها البعض.

اضاءة