الشيخ الصفار يشارك في كتاب "القرآن كتابُ حياة"

مكتب الشيخ حسن الصفار

بمشاركة سماحة الشيخ حسن الصفار صدر عن لجنة انوار القرآن  كتاب "القرآن كتابُ حياة"، من إعداد رئيس المركز الاستاذ عبدالله حسن الهمل.

وقد تناول الشيخ الصفار موضوع التعايش برؤية قرآنية، مبيناً ما تعيشه الأمة الإسلامية في هذا العصر من أزمة حادّة في العلاقة مع الآخر المختلف دينيًا، وذلك بسبب ترعرع تيار في وسط الأمة يتبنى الصدام مع الآخر، ويمارس أشد ألوان العنف والإرهاب تجاهه، من الخطف والقتل والسبي، وتدمير المنشآت، واستهداف التجمعات المدنية بالتفجير والقتل والإرعاب، وكل ذلك يتم باسم الإسلام، وتحت رايات ترفع شعاره.

ويؤكد سماحته أن العلاقات داخل الأمة وبين مكوناتها الدينية ليست أقل تأزمًا من العلاقة مع الخارج، بل هي أشدّ وأخطر، حيث انفجر الصراع الطائفي بين السنة والشيعة في أكثر من قطر إسلامي.

وأوضح أن التأزم أدى إلى حروب ومعارك، وتهجير واغتيالات وتفجيرات انتحارية إرهابية، استهدفت المساجد والحسينيات والأماكن المقدسة والتجمعات الشعبية المختلفة. وتلبدت كل سماء العالم الإسلامي بغيوم هذا الصراع المقيت.

وعن خطورة تأزم العلاقة مع الآخر الخارجي والداخلي، أرجع الشيخ الصفار ذلك إلى اتكاء هذه الحالة على تنظير ديني، حيث يروّج التيار المتطرّف لثقافة تقوم على المفاصلة والصدام مع الآخر، المختلف في الدين أو المذهب أو حتى في بعض الآراء والأفكار ضمن المذهب الواحد، كما رأينا في اقتتال الفصائل (الجهادية) في أفغانستان والصومال وسورية.

وعن مصدر النصوص التي يستشهد بها المتطرفون وقوة الاعتماد عليها وماهيته قال سماحته: بعض ما يستشهد به هؤلاء المتطرفون نصوص مختلقة، قد تكون من وضع وعاظ السلاطين، والرواة المرتزقة للحكام المستبدين، من أجل تبرير بطشهم وديكتاتوريتهم.

وتابع: وبعضها صحيحة لكن يُساء فهمها وتفسيرها، بما يخدم توجهات التشدد والتطرف.

وأضاف: وقد تكون بعض النصوص موجهة لظروف وزمن محدد، لكنهم يتعاملون معها على أساس الإطلاق الزماني والمكاني، دون أخذ بيئة وملابسات صدور النص بعين الاعتبار.

ولِما سبق يقدم سماحته هذه الورقة التي تُعنى باستكشاف الرؤية القرآنية بلغة بينة واضحة، عسى أن تسهم في تحصين وعي جمهور الأمة من التأثر بثقافة التطرف والتشدد.

يبدأ بالحديث عن الشراكة الإنسانية، فالآخر مهما كان دينه ومذهبه وعقيدته فهو شريك له في هذه الحياة، ولا بدّ من التعامل معه على هذا الأساس، ، ذلك أن الله تعالى هو خالق الكون والحياة، وهو مالك كل شيء من ثرواتها وخيراتها، وقد أعطى حق الحياة والاستمتاع بخيراتها لجميع أبناء البشر، من آمن به ومن كفر، فجميع البشر شركاء على نحو التساوي في فرص الاستفادة من إمكانات الوجود.القرآن كتاب حياة

ثم يتحدث سماحته عن الاعتراف والإقرار بوجود الآخر، فكما أنك موجود فكذلك الآخر موجود، حيث لا يستطيع أحد إلغاء أحد، وكما لا يرضيك أن يتنكَّر الآخر لوجودك، فإنه لا يقبل أن تنكر وجوده.

ويضيف: هنا يجب أن نفرق بين مشروعية الوجود، وحقانية الوجود، فكل صاحب دين أو مذهب يرى الحقانية في عقيدته، وأن المعتقدات الأخرى باطلة.

وفي النقطة الثالثة يتحدث الشيخ الصفار عن حرية الرأي والمعتقد، التي يؤكد عليها القرآن الكريم، ويرفض أي محاولة لإكراه الآخرين على تبني معتقد أو قبول رأي. يقول تعالى ﴿لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ [سورة البقرة: 256] ويقول تعالى: ﴿أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ [سورة يونس: 99].

وفي النقطة الرابعة يتحدث عن سيادة العدل وحفظ الحقوق، فإن التمايز الديني والمذهبي لا يعطي لأحد الحق في الاستعلاء على الآخر، ومصادرة شيء من حقوقه الإنسانية، أو النيل من كرامته. فاعتقادك بأحقية دينك وبطلان دين الآخر، لا يمنحك مبررًا للتسلط عليه أو امتهان كرامته، ذلك أن الإنسان بما هو إنسان وقبل أي عنوان آخر ديني أو عرقي أو طبقي، له قيمته وكرامته التي يجب أن تحفظ وتحترم في هذه الحياة، أما في الآخرة فحسابه عند ربه.

وأوضح سماحته أن هذه مبادئ أساسية يقررها القرآن الكريم لتوطيد السلم العالمي، ولتحقيق التعايش بين بني البشر، لكن المؤسف تجاهل هذه المبادئ في أوساط أبناء الأمة الإسلامية، بل سيادة توجهات على النقيض منها تحت عنوان الجهاد، أو الولاء والبراء، أو مواجهة أهل البدع.

 

يشار إلى أن الكتاب عبارة عن مشاركات لبعض الكتاب من العلماء وهم:

  • السيد حسن النمر الموسوي - القرآن كتاب حياة
  • الشيخ فيصل العوامي - زمننا الثقافي والتقويم العلمي
  • الشيخ محمد محفوظ - الانسان وفق الرؤية القرآنية
  • الشيخ علي آل محسن - الاسلام دعوة للسلم لا للحرب
  • الشيخ حسن الصفار - مبادئ التعايش رؤية قرآنية
  • الشيخ محمد مدن عمير - هندسة السعادة المجتمعية في سورة العصر.

لقراءة المقال: مبادئ التعايش رؤية قرآنية