مشاركاً في ملتقى الوقف الجعفري بالكويت

الشيخ الصفار: الرهان على حكمة القيادة وعقلاء المجتمع لتجاوز الفتن

مكتب الشيخ حسن الصفار

قال الشيخ حسن الصفار أنه يراهن على حكمة قيادات الأمة وعقلائها لتجاوز الفتن، مؤكداً على وجوب الحذر من الوقوع في فخ الفتنة وفقدان الأمن.

جاء ذلك في الكلمة التي القاها سماحته في الجلسة الختامية لملتقى الوقف الجعفري السادس في الكويت صباح يوم الثلاثاء 7 مارس 2017م ممثلاً لضيوف الملتقى.

وأبان سماحته أن من حق كل طائفة وكل مكون أن يتطلع إلى مزيد من الحقوق والمكاسب، لكن ما يجب الحذر منه هو الوقوع في فخ الفتنة وفقدان الأمن.

وأضاف: إن في تراثنا الشيعي والسني ما قد يؤجج الأضغان والأحقاد، وحولنا مناطق مشتعلة. ويوجد جهّال حمقى من السُنّة والشيعة، وهناك أعداء يريدون لنا الاحتراب لتشغيل مصانع أسلحتهم، ولخدمة مصالحهم وأطماعهم.

وتابع: لكن الرهان هو على حكمة القيادة، وعقلاء المجتمع، وهذا هو النموذج  المشرق الذي تقدمه دولة الكويت.

وعن بحوث الملتقى ونقاشاته العلمية، قال الشيخ الصفار: نؤمن باستمرار مسيرة الاجتهاد والبحث العلمي، فباب الاجتهاد لم ولا يغلق، وتطورات الحياة تحتاج إلى مواكبة فقهية تشريعية، فما استنبطه الفقهاء السابقون من مسائل وأحكام، يعبّر عن فهومهم، ويستجيب لحاجات أزمنتهم وبيئاتهم.

وأضاف: إن من حق الفقهاء المعاصرين، بل من الواجب عليهم إعادة القراءة والنظر في كل الأحكام والمسائل، ليتأكدوا من مطابقتها لمرادات الشارع المقدس، ولاستنباط أحكام ما يستجد من نوازل وقضايا معاصرة.

وانتقد الشيخ الصفار حالة الركود والإرهاب الفكري قائلاً: >لكن الساحة العلمية الفقهية قد تعاني في بعض الفترات حالة من الركود والجمود، والوقوف عندما رآه الأسلاف وقرروه.مشاركاً في ملتقى الوقف الجعفري بالكويت 1

وتابع: قد تسود الأجواء حالة من الرهبة والمعارضة للآراء الجديدة المخالفة للسائد والمشهور، وهذا ما يعوّق مسيرة الاجتهاد، ويمنع تطوير التشريعات، بما يتناسب مع حاجات وظروف الحاضر.

وأوضح أن رسالة هذه المؤتمرات والملتقيات تشجيع العلماء والباحثين على طرح آرائهم، وعرضها للدراسة والنقاش، بعيداً عن التزمت والإرهاب الفكري.

كما قدم الشيخ الصفار شكره لدولة الكويت قيادة وشعباً على كرم الضيافة وحسن الاستقبال وقال: اغتنم هذه الفرصة لأهنيء الشعب الكويتي بتلاحمه الوطني، وحفاظه على وحدته وأمنه الاجتماعي في وقت تعاني فيه شعوب وأوطان عديدة من حالات الانقسام والاحتراب والفتن الطائفية المدمرة<.

وكان الملتقى قد انعقد برعاية صاحب السمو أمير دولة الكويت، وقد حضر الجلسة الختامية معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وزير الدولة لشؤون البلدية محمد بن ناصر الجبري، والأمين العام للأمانة العامة للأوقاف محمد الجلاهة، وأعضاء إدارة الوقف الجعفري، وجمع من الشخصيات العلمية والاجتماعية، ووسائل الإعلام.

وكانت فعاليات الملتقى إفتتحت صباح يوم الأحد 5 مارس 2017م في فندق كراون بلازا واستمرت ثلاثة أيام، شارك فيها علماء وباحثون من العراق ولبنان وإيران والسعودية وسلطنة عمان والهند وجنوب افريقيا.

 

  • وفيما يلي نص كلمة الشيخ الصفار:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين.

معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية

أصحاب السعادة والفضيلة والسماحة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسعدني أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان، أصالة عن نفسي ونيابة عن إخوتي العلماء والباحثين ضيوف الملتقى، إلى دولة الكويت الشقيقة قيادة وحكومة وشعباً، وخاصة إدارة الوقف الجعفري، على كرم الضيافة، وحسن الاستقبال الذي غمرونا به طوال إقامتنا في هذا الملتقى المبارك.

لقد كانت جلسات الملتقى ثرية بالطروحات العلمية، والحوار البنّاء المفيد، الذي يستهدف معالجة المسائل المستجدة في قضايا الوقف، لتعزيز هذه السُنّة الحسنة، وتفعيل دور الثروة الوقفية العظيمة في خدمة القيم والمجتمعات والأوطان.

إننا نفخر بتراثنا الفقهي الأصيل، حيث بذل علماؤنا الأعلام كل ما يمتلكون من جهد وطاقة ، في سبيل فهم مرادات النصوص الشرعية، وتطبيقها على المصاديق الخارجية.

لكننا نؤمن باستمرار مسيرة الاجتهاد والبحث العلمي، فباب الاجتهاد لم ولا يغلق، وتطورات الحياة تحتاج إلى مواكبة فقهية تشريعية، فما استنبطه الفقهاء السابقون من مسائل وأحكام، يعبّر عن فهومهم، ويستجيب لحاجات أزمنتهم وبيئاتهم، ومن حق الفقهاء المعاصرين، بل من الواجب عليهم إعادة القراءة والنظر في كل الأحكام والمسائل، ليتأكدوا من مطابقتها لمرادات الشارع المقدس، ولاستنباط أحكام ما يستجد من نوازل وقضايا معاصرة.

لكن الساحة العلمية الفقهية قد تعاني في بعض الفترات حالة من الركود والجمود، والوقوف عندما رآه الأسلاف وقرروه.

وقد تسود الأجواء حالة من الرهبة والمعارضة للآراء الجديدة المخالفة للسائد والمشهور، وهذا ما يعوّق مسيرة الاجتهاد، ويمنع تطوير التشريعات، بما يتناسب مع حاجات وظروف الحاضر.

إن رسالة هذه المؤتمرات والملتقيات تشجيع العلماء والباحثين على طرح آرائهم، وعرضها للدراسة والنقاش، بعيداً عن التزمت والإرهاب الفكري.

ونأمل أن تضاعف أمانة الوقف الجعفري جهودها لدعم مساعي البحث العلمي، عبر المزيد من المؤتمرات والملتقيات، وعبر طبع ونشر البحوث المرتبطة بقضايا الوقف، ضمن مجلة علمية محكمة، أسوة بنشاط الأمانة العامة للأوقاف في الكويت.

واغتنم هذه الفرصة لأهنيء الشعب الكويتي بتلاحمه الوطني، وحفاظه على وحدته وأمنه الاجتماعي في وقت تعاني فيه شعوب وأوطان عديدة من حالات الانقسام والاحتراب والفتن الطائفية المدمرة.

إخوتي الأعزاء

قد تتطلع كل  طائفة وكل مكوّن إلى مزيد من الحقوق والمكاسب، لكن ما يجب الحذر منه هو الوقوع في فخ الفتنة وفقدان الأمن والاستقرار.

إن في تراثنا الشيعي والسني ما قد يؤجج الأضغان والأحقاد، وحولنا مناطق مشتعلة نخشى أن يصلنا لهيبها لا سمح الله. ويوجد جهّال حمقى في هذا الطرف وذلك الطرف من السُنّة والشيعة، وهناك أعداء يريدون لنا الاحتراب لتشغيل مصانع أسلحتهم، ولخدمة مصالحهم وأطماعهم.

لكن الرهان هو على حكمة القيادة وعقلاء المجتمع وهذا هو النموذج  المشرق الذي تقدمه دولة الكويت، حفظ الله الكويت وأهلها من كل مكروه، وأدام عليهم نعمة الأمن والأمان. وحفظ كل بلاد المسلمين وأوطانهم. والشكر لكم جميعاً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

7 مارس 2017م

 

مشاركاً في ملتقى الوقف الجعفري بالكويت