الشيخ الصفار يدعو الفقهاء المسلمين الى التجديد الديني الجريء

مكتب الشيخ حسن الصفار

- ويشير الى غياب الجرأة عند بعض الفقهاء في الاعلان عن آرائهم المغايرة للسائد.

- ويقول بأن الفقهاء ليسوا على درجة واحدة لجهة بذل الجهد العلمي الكافي.

- ويضيف بأن أئمة أهل البيت طالما تناولوا حقيقة تغير الأحكام تبعا لتغير الظروف والزمان.

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار الفقهاء المسلمين إلى الجرأة في خوض غمار التجديد الديني عبر الدراسة المتفحصة للظروف التاريخية للأحكام والنصوص التشريعية وارتباط ذلك بظروف العصر الراهن.

جاء ذلك خلال حديث الجمعة في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية بتاريخ 15 رجب 1437هـ الموافق 22 ابريل 2016م.

وقال الشيخ الصفار أن جهودا كبيرة ينبغي ان تبذل على صعيد التجديد الديني وتجاوز حالة الاكتفاء باتباع الآراء الفقهية المشهورة التي ربما كانت صالحة لزمن دون زمن وعصر دون آخر.

وأعرب سماحته عن حاجة الفقهاء المسلمين في هذا العصر إلى دراسة متفحصة للأحكام والنصوص التشريعية طبقا للمعايير الفقهية المعروفة وارتباط ذلك بالظروف الموضوعية التي صدرت خلالها وقياس ذلك على الظروف المعاصرة.

وقال أن هناك أحكاما شرعية وردت في النصوص الدينية لكنها مرتبطة بظروف مكانية وزمانية معينة ولا يمكن أخذها على اطلاقها.

وأوضح الشيخ الصفار أن الفقهاء المسلمين في مختلف العصور لهم أيضا أن يعالجوا مسألة تشخيص الأحكام الشرعية المصاحبة للوقائع المستجدة.

وتابع ان الفقهاء لهم أن يميزوا بين الأحكام التشريعية الدائمة والأحكام الأخرى المحدودة بزمن معين.

واستدرك سماحته بأن الفقهاء ليسوا على درجة واحدة لجهة بذل الجهد العلمي الكافي والإحاطة بمختلف الظروف التاريخية لكل واقعة وحكم شرعي، اضافة إلى غياب الجرأة عند بعضهم في الاعلان عن آرائهم المغايرة للسائد.

ونسب الشيخ الصفار إلى الفقيه الراحل الشيخ محمد الغزالي القول باحجامه عن التصريح ببعض آراءه الفقهية خشية من عدم استيعاب الناس لذلك، مضيفا بأن للفقيه الراحل السيد حسين البروجردي مقولة أيضا بممارسة الفقهاء التقية داخل مجتمعهم أحيانا.

في مقابل ذلك تناول سماحته جانبا من الآراء الفقهية الحديثة المغايرة ومن ذلك رأي الفقيه الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في استحباب كثرة النسل التي اعتبرها مرتبطة بالمراحل الأولى للأمة أما اليوم فلم تعد الكثرة العددية معيارا للقوة.

وتناول في السياق رأي الفقيه الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين حول استحباب تناول الملح قبل الطعام وبعده، قائلا بأن ذلك الحكم قد يكون متعلقًا بالبيئة شديدة الحرارة التي كان سكانها يحتاجون تعويض الأملاح الناتجة عن كثرة التعرق.

وأشار الشيخ االصفار إلى رأي المرجع السيستاني في ترجيح الأفضلية بين الحج المستحب وزيارة الإمام الحسين فقال انه بالرغم من الروايات الكثيرة في أفضلية الزيارة إلا ان الأمر يختلف باختلاف الظروف والاحوال.

وأضاف بأن أئمة أهل البيت طالما أشاروا في وقائع عديدة إلى حقيقة تغير الأحكام تبعا لتغير الظروف والزمان.

وتناول روايات عن الهرولة في الطواف حول الكعبة والنهي عن أكل الحمير الأهلية والنهي عن الفرار من البلاد التي يضربها وباء الطاعون والامر بخضاب الشيب وكلها تشير إلى تغيّر في الاحكام.

وقال سماحته أن تلك الأحكام لم تكن أحكاما تشريعية دائمة وإنما أخذت مكانها ردحا من الزمن ولأسباب موضوعية سرعان ما تغيرت لاحقا.