الشيخ الصفار يدعو منظمة التعاون الإسلامي إلى «إطفاء الحرائق في الأمة»

مكتب الشيخ حسن الصفار
  • ويعرب عن أمله في أن يكون العلماء والدعاة والمثقفون دعاة صلح وسلام لا أبواق تحريض وتهييج.
  • ويُرجع حالة الاحتراب في الأمة إلى غياب العقلانية ووجود البيئة الحاضنة والمشجعة لحالة الإحتراب.
  • ويقول أن حالة الصلح والإستقرار يمكن أن تتحقق متى ما توفر الاستعداد لتقديم التنازلات المتبادلة.

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار منظمة التعاون الإسلامي إلى التحرك «من أجل اطفاء الحرائق في الأمة الإسلامية» الناشبة بين الدول، وبين الشعوب والحكومات، وبين الطوائف وأتباع المذاهب.

جاء ذلك خلال حديث الجمعة  28 ربيع الأول 1437ﻫ الموافق 8 يناير 2016م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.

وتساءل الشيخ الصفار عن العقلاء في الأمة وعن سبب غياب المبادرات التصالحية من المؤسسات المعنية كمنظمة التعاون الإسلامي «فهذا وقتها وهذا دورها».

ودعا سماحته المنظمة إلى التحرك من أجل إطفاء الحرائق بين الدول الإسلامية وبين الشعوب والحكومات وبين الطوائف وأتباع المذاهب.

وأسف إلى استنزاف المجتمعات الإسلامية نفسها نتيجة الاحتراب «فقد توقفت التنمية واستهلكت الثروات وعبئت النفوس على بعضها البعض وحصلت التخندقات تحت مختلف العناوين وفقدت المجتمعات أمنها واستقرارها».

وأعرب عن اعتقاده بأن مهمة الإصلاح ستكون شاقة معللاً بأن المصلحين غالباً ما يكونون بين المطرقة والسندان نتيجة الضغط عليهم ومحاولة استمالتهم من مختلف الأطراف فلا يعودون يجرأون على الافصاح عن آرائهم الموضوعية.

وأعرب أمام حشد من المصلين عن أمله «في أن يكون العلماء والدعاة والمثقفون دعاة صلح وسلام لا أبواق تحريض وتهييج».

غياب العقلانية

وأرجع سماحة الشيخ الصفار تفشي حالة الاحتراب في الأمة الإسلامية إلى غياب العقلانية ووجود البيئة الحاضنة والمشجعة لحالة الإحتراب إضافة إلى اتساع روحية الانتقام وأخذ الثأر بين الأطراف المتنازعة.

وتابع أن إرادة الصلح والإصلاح في المجتمع لا يمكن أن تتوفر إلا بالتعقل وحساب الربح والخسارة على الأطراف المتنازعة وعامة المجتمع.

وقال إن أي عاقل يعرف أن النزاع لن يعود بالخير على الجميع ولن يفيد سوى أعداء الأمة وحدهم.

وانتقد بشدة ما وصفها بالبيئة الحاضنة والمشجعة لحالة الاحتراب في المجتمعات الإسلامية، تارة تحت عناوين دينية وأخرى امتداداً لصراعات تاريخية وغير ذلك من الحجج والذرائع.

وقال سماحته إن البيئة الاجتماعية إذا لم تكن بيئة مشجعة على السلم فإن إرادة الصلح وتحقيق السلم لا يمكن أن تتوفر في أي ساحة من الساحات.

وتابع بأن الأمم الواعية إنما عاشت الإستقرار لوجود بيئة ثقافية وأرضية مجتمعية فيها تدفع باتجاه السلم والصلح وإرساء الاستقرار، على النقيض من الحالة السائدة في مجتمعاتنا. 

وأكد بأن الاسلام يوجب علينا أن نكون دعاة أمن وسلم وصلح واستقرار، وهذا لا يتأتى إلا إذا كانت الأطراف مستعدة لتقديم التنازلات المتبادلة.

ومضى يقول إن مهمة الإصلاح ستكون عسيرة أمام من يعتقد بأن تحقيق الإستقرار لن يتسنى إلا باخضاع الأطراف الأخرى.

وقال سماحته إن حالة الصلح والسلم والإستقرار يمكن أن تتحقق متى ما توفر الاستعداد لتقديم التنازلات المتبادلة بين مختلف الأطراف إضافة إلى معالجة أسباب وجذور المشاكل.