الشيخ الصفار مؤبناً السيد بحر العلوم

كان موسوعة في العلم ومدرسة في الجهاد

مكتب الشيخ حسن الصفار

أشاد سماحة الشيخ حسن الصفار بمسيرة الجهاد الحافلة التي طواها العلامة الدكتور السيد محمد بحر العلوم في حياته، وبالعطاء العلمي الثري الذي قدمه لساحة المعرفة.

وقال: إن بحر العلوم كان في طليعة ثلة من العلماء الواعين الذين عقدوا العزم على مواجهة تحدى الاستبداد السياسي، وخطر الأفكار والتوجهات المناوئة للإسلام، منذ منتصف خمسينات القرن المنصرم في العراق.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الشيخ الصفار في المجلس التأبيني الذي عقده في مكتبه بالقطيف مساء يوم الجمعة 20 جمادى الآخرة 1436ﻫ الموافق 10 أبريل 2015م بمناسبة رحيل العلامة بحر العلوم والذي توفي يوم الثلاثاء الماضي في النجف الأشرف بالعراق.

وتحدث الشيخ الصفار في المجلس الذي حضره جمع  من العلماء والخطباء والمواطنين عن سمات شخصية الفقيد الراحل، ودوره في الدفاع عن قيم الدين، وحرية وكرامة الشعب العراقي، مستعرضاً دور السيد بحر العلوم في تقديم الفكر الإسلامي بلغة عصرية وخطاب ديني ملائم لتطورات الحياة، مستشهداً بعدد من كتاباته ومؤلفاته.

وأوضح أنه ـ رحمه الله ـ مع رفقاء دربه من العلماء الرساليين عملوا على جبهة التطوير والإصلاح داخل الحوزة العلمية ومنظومة الفكر الديني، وجبهة التصدي لسلطات الجور في العراق، وحملات الأحزاب الأيديولوجية المناوئة للدين.

وأشار الشيخ الصفار إلى جهود السيد بحر العلوم في إنشاء المؤسسات الإسلامية العلمية والثقافية والاجتماعية، كمنتدى النشر، وكلية الفقه في النجف الأشرف، ومركز أهل البيت الإسلامي في لندن، ومعهد العلمين الذي أسسه مؤخراً كأول معهد متخصص في العلوم السياسية للدراسات العليا في النجف الأشرف.

وعلى صعيد النضال السياسي تحدث الشيخ الصفار عن مسيرة بحر العلوم التي استمرت لما يزيد عن نصف قرن من الزمن، دفاعاً عن حرية الشعب العراقي وكرامته.

وتابع: لقد وقف إلى جانب مرجعية الإمام محسن الحكيم في مواجهة الطغيان، حتى صدر بحقه حكم بالإعدام، فاضطر للخروج من العراق، وتقاذفته البلدان والمنافي من الكويت إلى إيران ومصر حتى استقر في لندن، فكان قطباً من أقطاب المعارضة العراقية، بمختلف فصائلها واتجاهاتها.

واستعرض الشيخ الصفار بعض المحطات النضالية للفقيد الراحل إلى ما بعد سقوط الحكم الصدامي في العراق، ودوره في إرساء العملية السياسية القائمة، وتوجيهها نحو تعزيز المشاركة بين مختلف مكونات الشعب العراقي، بعيداً عن العصبية القومية والطائفية.

وقد شارك في المجلس التأبيني العلامة الدكتور الشيخ محمود المظفر وهو من زملاء العلامة الراحل بحر العلوم، وألقى كلمة موجزة بسبب ظروفه الصحية، تحدث فيها عن علاقته الوثيقة بالفقيد، والتي استمرت لعقود من الزمن، منذ زمالته له في مرحلة الدراسة الابتدائية في مدارس منتدى النشر بالنجف الأشرف، مرورًا بمرحلة الدراسة الجامعية، ومجالات العمل المشترك في خدمة الدين والعلم والدفاع عن مصالح الشعب العراقي.

كما ألقى الأديب السيد هاشم السيد عبدالرضا الشخص قصيدة تأبينية بالمناسبة، وختم المجلس الخطيب عبدالحي قنبر بمرثية حسينية.

وإلى جانب الدكتور الشيخ محمود المظفر حضر المجلس السادة العلماء والمشايخ: السيد كامل الحسن، والشيخ فوزي آل سيف، الشيخ عبدالله اليوسف، الشيخ محمود آل سيف، الشيخ أحمد الأبرق، (من المدينة المنورة)، الشيخ إبراهيم الميلاد، الشيخ صادق الرواغة، الشيخ جعفر البناوي، الشيخ حسين رمضان القريش، الشيخ حسين الصويلح، الشيخ حبيب الدهيم، الشيخ علي الزايد، الشيخ حسين القصلة، الشيخ صالح البراهيم، الشيخ حسين جضر، الشيخ حبيب الخباز، الشيخ محمد الجيراني، الشيخ علي النزغة، الشيخ حسن عجاج، الشيخ أحمد الناصر، الخطيب وجدي المبارك، الخطيب عبدالحي قنبر، الشيخ أحمد المشعل.