الشيخ الصفار يحثّ على استقلالية الرأي ضمن التعايش الاجتماعي

مكتب الشيخ حسن الصفار

- ويحثّ على التزام الموضوعية في التفكير واتخاذ المواقف الشخصية المستقلة. 

- ويقول: لا يجوز للمرء أن يكون «تابعا منقادا» في القضايا المصيرية.

- ويحثّ أصحاب الآراء المخالفة على التزام نهج التعايش والنأي عن اعتزال المجتمع. 

- ويقول: إن ديدن الأنبياء والمصلحين في كل المجتمعات هو انتهاج طريق التغيير.

حثّ سماحة الشيخ حسن الصفار على التحلي باستقلالية الرأي و«عدم الاستسلام» للنظرة السائدة في الوسط العام سيما في أجواء الخلافات الاجتماعية الصاخبة التي يلفها الانفعال.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 27 صفر 1436ه الموافق 19 ديسمبر2014م في مدينة القطيف شرق السعودية.

وقال الشيخ الصفار إن على المرء أن يحدد مواقفه من مختلف القضايا بعد التفكر الشخصي وأن يتخذ مواقفه «على ضوء عقله وهدي فطرته والمبادئ الشرعية الصحيحة التي يؤمن بها».

ورفض سماحته اتخاذ الأفراد مواقف من القضايا العامة خضوعا للنظرة السائدة في الوسط العام، معللا ذلك باحتمال ورود الخطأ والبطلان عليها.

وأضاف أنه لا يجوز للمرء أن يكون «تابعا منقادا» في القضايا المصيرية التي تترتب عليها آثار في الدنيا والآخرة لمجرد الانسياق خلف مقولة «حشر مع الناس عيد».

وأمام حشد من المصلين حثّ الشيخ الصفار أفراد المؤمنين على التفكر الذاتي في مختلف القضايا بعيدا عن تأثير الأجواء الاجتماعية السائدة.

وقال أن أسوأ المؤثرات على تفكير الأفراد ومواقفهم الشخصية هي المؤثرات الناتجة عن أجواء الصراعات والخلافات الاجتماعية الصاخبة التي يلفها الانفعال. 

وحثّ على التزام الموضوعية في التفكير واتخاذ المواقف الشخصية المستقلة حيال مختلف القضايا. مشيرا إلى أن النصوص الدينية ترفض بشدة تحول الإنسان إلى «إمّعة».

ومضى يقول أن تعاليم الشريعة تحث المرء على مجاراة مجتمعه في المواقف السليمة والصحيحة فيما تلزمه باتخاذ الموقف المعاكس لمجتمعه في حالات الانحراف والفساد.

ديدن الأنبياء

وبمناسبة قرب ذكرى وفاة النبي الأكرم قال الشيخ الصفار ان القائمين بأدوار التغيير الاجتماعي ليسوا في وارد مجاراة الرأي السائد الذي «هو سبب الانحراف والجمود والتخلف». 

وتابع بأن الرساليين بمقتضى واجبهم الديني معنيون بالتصدي لتغيير واقع مجتمعاتهم على غرار الأنبياء الذين خالفوا مجتمعاتهم وخالفتهم تلك المجتمعات. 

وقال الشيخ الصفار أن ديدن الأنبياء والأئمة والمصلحين والخيرين في كل المجتمعات هو انتهاج طريق التغيير مع ما يتعرضون له من حصار وإيذاء وعزل. 

في مقابل ذلك حثّ سماحته أصحاب الآراء المخالفة للسائد في مجتمعاتهم على التزام نهج التعايش والمخالطة الاجتماعية والنأي عن الصدام أو اعتزال المجتمع. 

وأضاف بأن على المصلحين وذوي التوجهات النهضوية التمسك بآرائهم والتبشير بها كلما تسنى لهم ذلك وأن لا يلوذوا بأي حال بالعزلة والانغلاق على الذات وإخلاء الساحة. 

كما حثّ رموز التغيير على مخالطة مجتمعاتهم والتعايش معهم دون التأثر بمواقفهم أو الاستسلام لآرائهم غير الصحيحة «حتى يجمع الإنسان بين أخذ الموقف الصحيح وبين التعايش والتكيف مع مجتمعهم».