الشيخ الصفار يدعو إلى تشريعات «مرنة» لتشجيع العمل التطوعي

مكتب الشيخ حسن الصفار

- يشدد بأن قيام منظمات المجتمع المدني يمثل ضمانة استقرار وأمن للمجتمع.

- ويحثّ على التعامل بشكل «أكثر إنسانية» مع ذوي الاحتياجات الخاصة.

دعا سماحة الشيخ الصفار إلى تشريعات «أكثر مرونة» تشجع على العمل التطوعي وتفتح المجال أمام إنشاء منظمات المجتمع المدني والعمل الخيري في البلاد.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة  13 صفر 1436ه الموافق 5 ديسمبر 2014م في مدينة القطيف شرق السعودية.

وقال  الشيخ الصفار إن التشريعات الرسمية القائمة «ليست مشجعة» على العمل الأهلي التطوعي بالنظر إلى القيود الموجودة.

وتابع سماحته القول بمناسبة اليوم الدولي للمتطوعين أن مجتمعنا باعتباره مجتمعاً نامياً ويواجه الكثير من التحديات فهو بحاجة «ليس إلى مئات بل آلاف» الجمعيات واللجان والمؤسسات التطوعية.

وأشار الشيخ الصفار في السياق إلى أن عدد الجمعيات المسجلة رسمياً في المملكة يعد ضئيلاً قياساً على عدد السكان في البلاد.

وأضاف بأن عدد الجمعيات المسجلة في بلادنا ذات ال 29 مليون نسمة لا يعادل عدد الجمعيات المسجلة في العاصمة اللبنانية بيروت وحدها ذات الأربعمائة ألف نسمة.

وقال سماحته إن قيام منظمات المجتمع المدني يمثل ضمانة استقرار وأمن للمجتمع بالنظر إلى استيعاب هذا المجال لطاقات الشباب وصرف فائض الوقت والجهد عندهم.

وشدد القول أن العمل المدني يوفر المجال لاستيعاب طاقات الشباب عوضاً أن عن تتحول إلى قوى تخريبية.

واعتبر سماحته أن من المفيد لبلادنا التوجه نحو تسهيل قيام منظمات المجتمع المدني وفتح المجال أمامها للعمل تحت سقف القانون.

وتسائل سماحته «لماذا نعوق حركة الناس الذين يريدون خدمة بعضهم بعضا؟». 

واستغرب الشيخ الصفار أمام حشد من المصلين اقبال بعض الناس على العبادات المستحبة في مقابل العزوف عن الأعمال الخيرية والتطوعية التي ربما تفوق الأولى ثواباً.

وأوضح بأن الكثير من النصوص الدينية تميل نحو تفضيل الأعمال الاجتماعية وخدمة الناس على الأعمال العبادية.

 وقال سماحته إن مجتمعاتنا بحاجة ماسة لضخ المزيد من الثقافة في مجال العمل التطوعي، مشيداً بالاحتفاء بيوم التطوع العالمي واليوم الدولي للمتطوعين في الخامس من ديسمبر كل عام.

وعلى صعيد العمل الخيري حثّ الشيخ الصفار على تقوية روح الانسجام والعمل الجمعي ضمن مجاميع العمل التطوعي وتجاوز الانقسامات والخلافات الداخلية.

وقال إن جانبا من الخلافات التي تطفو على السطح ضمن مجاميع العمل الخيري تكشف عن ضعف في أخلاقية العمل الجمعي، داعياً إلى تجاوز هذه الحالة وإدارة الخلافات على نحو منظم.

كما دعا سماحته العاملين في المجال الخيري والتطوعي إلى اكتساب المناعة تجاه حملات التشويه والإساءة والتشكيك في النوايا التي يقوم عليها «محترفو» التشويه للعاملين في الشأن العام. 

وقال سماحته «ان من يريد العمل في الشأن العام عليه أن يستعد لدفع هذه الضريبة». 

ويحث على معاملة أكثر انسانية للمعاقين

وفي سياق مختلف حثّ الشيخ الصفار على التعامل بشكل «أكثر انسانية» مع ذوي الاحتياجات الخاصة، رافضاً بشدة ايقاع العقاب أو ممارسة القسوة والإيذاء بحق أفراد هذه الفئة. 

وحثّ الأسر التي يوجد بها أحد من ذوي الاحتياجات الخاصة على التسليم بقضاء الله وقدره واعتبار هذا الأمر امتحاناً لا بد من النجاح فيه. 

وتحفظ سماحته بشدة على مواقف البعض المتذمرة من وجود معوّق ضمن أفراد العائلة. 

ورفض الشيخ الصفار ممارسة الإيذاء بحق ذوي الاحتياجات الخاصة أو عقابه وإيقاع القسوة بحقه، معللاً بأن الإعاقة الجسدية أو الذهنية ليست من اختياره. 

وقال سماحته بمناسبة اليوم العالمي للمعوقين المصادف للثالث من ديسمبر أن المجتمعات التي تحسن التعامل مع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة هي المجتمعات الأكثر قرباً من القيم الإنسانية.

وشدّد سماحته القول أن «القسوة على المعاق وإيذاؤه حرام شرعا بل هي من أشد أنواع الحرام».

ودعا الأسر والمجتمع عموماً إلى تشجيع ذوي الاعاقة ورفع معنوياتهم وتفجير طاقاتهم، إلى جانب تأهيلهم وإتاحة الفرصة لهم للتطور والنمو عبر المراكز المتخصصة التي دعا سماحته إلى الحاق المعاقين بها.

ودعا الجهات الرسمية و«أهل الخير» في المجتمع إلى انشاء المراكز المتخصصة برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ودعمها على غرار الدعم الذي تلقاه المراكز الدينية من المساجد والحسينيات.

ورفض سماحته بشدة استغلال المعونة المالية المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة فيما ليس له علاقة بمصلحة المعاق نفسه، معتبراً التصرف اعتباطا في حقوق المعاق «حرام شرعا». 

وحثّ الشيخ الصفار الشركات في القطاع الخاص على التفاعل مع البرامج الرامية إلى توظيف المعاقين في المجالات التي تؤهلهم قدراتهم القيام بها.   

واعتبر سماحته وجود ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع بمثابة امتحان يكشف عن طريقة تعاطي العائلة والمجتمع عموما مع هذه الشريحة.

وفي حين رأى أن رعاية هذه الشريحة تقع على كاهل المجتمع عامة رأى في الوقت عينه أن الرعاية تمثل تجسيدا للقيم والأخلاق في أي مجتمع.