الشيخ الصفار: لا بديل عن ثقافة التسامح سوى النزاعات الدينية

مكتب الشيخ حسن الصفار

- ويأسف لسيادة ثقافة الكراهية والتعصب الديني في الأمة.

- ويقول إن ثقافة الكراهية تصنع أرضية ملائمة للاحتراب الديني.

- وينتقد بشدة من يضعون أنفسهم «بوليس على الناس» لمراقبة الآراء غير الموافقة لهم.

دعا سماحة الشيخ الصفار إلى إرساء ثقافة التسامح داخل المجتمعات الإسلامية كبديل عن ثقافة التعصب والكراهية  التي صنعت أرضية النزاعات الدينية القائمة في بلداننا.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة في محافظة القطيف شرق السعودية بتاريخ 28/1/1436هـ الموافق 21-11-2014م.

وأعرب الشيخ الصفار عن الأسف لسيادة ثقافة الكراهية والتعصب الديني في الأمة «فكل جماعة تشيع في أوساطها بأن الآخرين على باطل وأن مصيرهم إلى جهنم».

وقال سماحته ان الأمة الإسلامية تعاني من ذات الأسباب التي خلقت النزاعات الدينية في أوروبا خلال القرون الوسطى من غياب دولة المواطنة وسطوة الجماعات الدينية وعدم الإقرار بمبادئ حقوق الإنسان.

وبمناسبة اليوم العالمي للتسامح قال سماحته: إن ثقافة الكراهية تصنع أرضية ملائمة للاحتراب والنزاع الديني.

ودعا في هذا الصدد إلى اعادة قراءة نصوص التراث الديني، مشددًا بأن تعاليم الدين تنأى بالمؤمنين عن الانشغال بعقائد وأديان ومذاهب الآخرين.

وقال أمام حشد من المصلين بأن أقصى ما ذهبت إليه تعاليم الدين هو الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة «إن تسنى ذلك»، مضيفًا بأن الشريعة حذرت بشدة من  السب والشتم والصدام مع الآخرين تحت مزاعم الدعوة للدين.

وانتقد الشيخ الصفار بشدة من يضعون أنفسهم «بوليس على الناس» فيجعلون لأنفسهم حق المراقبة والهجوم على آراء وتوجهات الآخرين لعدم موافقتها لآرائهم وتوجهاتهم الخاصة. 

وقال سماحته إن الله لم يجعل في كتبه المقدسة للأنبياء أنفسهم حق المراقبة والتدخل والهجوم على عقائد الناس فكيف يعطي هذا الحق لسائر الناس.

وأعرب الشيخ الصفار عن استياءه من إبتلاء الأمة بالمتعصبين الباحثين دومًا عن فرض آرائهم وقناعاتهم الدينية والطائفية قسرًا على الآخرين حتى داخل المذهب الواحد.

وانتقد سماحته تورط بعض المنابر والمجالس في تبديد أوقات الناس في سجالات طائفية لا طائل من وراءها. قائلاً بأن ذلك يأتي على حساب قضايا مصيرية أكثر ضرورة وأهمية.

واستدرك سماحته أن الدعوة إلى الخير حق مشروع شريطة أن لا تأتي عبر أساليب تخلق الأزمات وتفسد حياة الناس.

وأوضح بأن الدعوة إلى الدين أمر مطلوب على أن يكون في منأى عن سياق النزاع والاحتراب مع الآخرين.