جريدة النهار الكويتية في تغطيتها لمشاركة سماحة الشيخ:

انعقاد فعاليات مؤتمر السيد زينب (ع) للمرة الرابعة تحت شعار «والله لن تمحو ذكرنا»

 افتتح في حسينية الإمام الحسين عليه السلام يوم الثلاثاء (3/5/1435هـ الموافق 4/3/2014م) فعاليات المؤتمر الرابع للسيدة زينب عليها السلام الذي جاء هذا العام تحت شعار «والله لن تمحو ذكرنا».

 افتتح المؤتمر بآيات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ علي شاه ومن ثم افتتح خطيب جامع الحسين عليه السلام الشيخ صالح جوهر فعاليات اليوم الأول للمؤتمر حيث تطرق إلى إطلاق شعار «والله لن تمحو ذكرنا» على المؤتمر الرابع للسيدة زينب عليها السلام، لافتا إلى أن أول ما يرد إلى خلدنا عندما نقرأ أو نسمع بشعار المؤتمر هو من قائل هذه المقولة وفي أي مناسبة قالها.

 من جانبه افتتح الشيخ حسن الصفار كلمة المتحدثين في المؤتمر حيث بدأها بالشكر والثناء على دعوته للمشاركة في مؤتمر السيدة زينب عليها السلام الرابع ومن ثم تطرق إلى انه ينبغي علينا كمسلمين الاستفادة من هذا الاحتفاء وتجديد ولائنا لقادة الإسلام من خلال إبراز مواقفهم وأرائهم وأفعالهم على الساحة.

 وقال الصفار في كلمته التي حملت عنوان «الإسلام دين السلام»: «إننا نستلهم ما ينفعنا ويفيدنا في واقع حياتنا المعاصرة وموضوع الإرهاب والفتن التي تعصف بأمتنا الإسلامية هذه الأيام هي القضية البارزة على الساحة الآن وابرز تحد يواجه العصر ومن خلال سيرة السيدة زينب عليها السلام نسلط الضوء على ممارسة السلطة الأموية والإرهاب التي مارسته من عنف وقمع وبطش في أهل البيت عليهم السلام».

 وأضاف أن أهل البيت عليهم السلام تعرضوا لأبشع أنواع البطش والإجرام في كربلاء فقتل سبط الرسول صلى الله عليه واله وسلم وجمعا من أهل بيته بأبشع صورة واعتدي على الأطفال وضربت وسبيت النساء مشيرا أن عائلة الحسين وهي عائلة الرسول صلى الله عليه واله سلم تعرضت للسبي والمهانة وفي طليعتهم السيدة زينب عليها السلام وهذا يؤدي بنا إلى تسليط الضوء على إرهاب السلطة عندما تكون قمعية والى تسليط الضوء أيضا إلى موقف المعارضة وهل يجوز أن تقابل هذا الإرهاب من السلطة بإرهاب مماثل.

 ولفت الصفار إلى أن المعارضة يجب أن تكون معارضة بناءة هادفة تنمي الأجيال على نبذ الإرهاب والعنف والبطش ومواجهة إرهاب الدولة بالعمل البناء الهادف الذي يخدم المجتمع بمختلف أطيافه مشيرا إلى إننا اليوم نرى نتائج هذه المعارضة في بقاء ذكر أهل البيت عليهم السلام والذين كانوا الأحق بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولكنهم تعرضوا للظلم والإرهاب ومع كل ذلك فإنهم لم يواجهوا هذا الإرهاب بالإرهاب بل عملوا على البناء والعلم وإفادة المجتمع ومن هنا نشهد منهجهم باقيا إلى اليوم وخير دليل كلمة السيدة زينب عليها السلام في خطبتها بمجلس الطاغية يزيد «والله لن تمحو ذكرنا» فأهل البيت أصبح ذكرهم على مر العصور إما بني أمية فأصبحوا لعنة ملعونة للأجيال.

 وأضاف إننا نقرأ في تعاليم الإسلام وسيرة الرسول صلى الله عليه واله وسلم وأهل البيت عليهم السلام بان العلاقة بين القائد والجمهور وبين الحاكم والمحكوم وبين الدولة والمواطن يجب أن تكون علاقة مبنية على الرحمة والمودة والحب والتعاون ولا يجب أن تكون علاقة بطش وقمع وإرهاب مضيفا بان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كان يوصي ولاته أن يستوعبوا الجميع وألا يعاملوا المعارضة إلا المعاملة الحسنة وان يعطوهم ما يعطوه لجميع المسلمين وان يحتووهم ويعاملوهم بالعدل والمساواة.

 وأشار الشيخ الصفار إلى أن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تقدم لنا أروع المواقف والصفات في كيفية التعامل مع أنصاره وأصحابه مضيفا أن الرسول صلى الله عليه واله وسلم كان نبيهم وقائدهم ولكنه لم يمارس البطش أو الاستعلاء عليهم بل كان صلى الله عليه واله وسلم رحيما عطوفا معهم وكما جاء بالذكر الحكيم ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ، لافتا إلى أن الرسول صلى الله عليه واله وسلم واجه معارضيه في داخل المجتمع الإسلامي والذين كانوا من المنافقين يمثلون الطابور الخامس الذي يتعامل مع المشركين واليهود فتعامل معهم المعاملة الحسنة الطيبة رغم أن الله سبحانه وتعالى إذن له باستعمال الشدة معهم ولكنه صلى الله عليه واله وسلم ظل يعاملهم المعاملة الطيبة الحسنة حيث كانوا يأخذون من بيت مال المسلمين ويشاركون في الغنائم ويجلسون مجالس الرسول ولكنه استوعبهم بتلك المعاملة الطيبة الحسنة. وبين أن التاريخ لم يكتب أن الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمر يوما بقتل احد المنافقين أو سجنه أو بطش بأحد أو أمر بقمعهم بل ظلوا يشاركون المسلمين في جميع حقوقهم مؤكدا أن هذا خير دليل على أن الإرهاب ليس من تعاليم ديننا الإسلام ولا من أخلاق نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه واله وسلم.

 وأشار الشيخ الصفار إلى وجود المعارضة في المجتمعات في وقتنا هذا، مؤكداً أن وجودها في أي مجتمع أو دولة هو أمر مفيد لان الشأن العام يهم كل مواطن ومن حق كل مواطن أن يشارك ويبدي رأيه بالأمور التي تخص المجتمع وكما قال الله تعالى «وأمرهم شورى بينهم»، مشيرا إلى انه من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف في وجهات النظر والآراء ولكنها يجب أن تصب كلها في مصلحة الوطن والمجتمع فالمعارضة يجب أن تكون معارضة بناءة ولا يجب أن تنجرف إلى الانحرافات و الطرق غير السلمية وألا تعامل الإرهاب بالإرهاب بل أن تتخذ من سيرة الرسول وأهل بيته عليهم السلام منهاجا لها من خلال العمل والبناء من اجل المجتمع.

 يذكر أن المؤتمر شهد مداخلات وتعقيبات على كلمات المشاركين في المؤتمر فكان من المداخلين الدكتور خالد الفضلي الذي بدوره عقب على كلمة الشيخ حسن الصفار كما عقب الأستاذ إبراهيم عبدالسلام على كلمة السيد مصطفى الزلزلة إمام وخطيب جامع الوزان كما شهد أيضا مشاركة من الناشطة الدكتورة فاطمة العبدلي واختتم اليوم الأول من المؤتمر بقيام لجنة العلاقات العامة في المؤتمر بتكريم المشاركين بتقديم الدروع التذكارية لهم.

الخبر على جريدة النهار الكويتية
http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=441112&date=06032014