صناعة المعروف

 

المعروف صُنع الحَسن للناس. أي شي حسن تفعله للناس يسمى معروفًا. وفي الإسلام ينطلق من ثلاثة منطلقات:

1ـ التقرب إلى الله. كل إنسان عليه أن يطلب رضى الله تعالى إذا أراد فعل المعروف، فلا يهمه حينها لمن يعمل هذا المعروف، لأنه إذا عمل لشخص ما، فسوف ينظر إذا كان يستحق أو لا، بخلاف الذي يعمل لرضى الله فيعمل لكل عباده وخلقه. ولا ينتظر من أحد شكرًا، ولا يعمل بهدف كسب مصالح أخرى لذاته. جاء عن أمير المؤمنين : (ابذل معروفك للناس كافة، فإن فضيلة المعروف لا يعدلها عند الله سبحانه شيء).

2ـ تكريس صناعة المعروف في نفس الإنسان. حين يعوّد الإنسان نفسه على صناعة المعروف للجميع بدون استثناء فإنه سيخلق في نفسه سجية طيبة لا تنفك عنه، أما إذا كان بالانتقاء فهذا لا يخلق فيه تلك السجية. وهنا تتجلى ميزة التخلق بأخلاق الله عز وجل، حيث ان الله تعالى يعطي لجميع خلقه دون استثناء. ولذلك ورد عن رسول الله : (اصطنع الخير إلى أهله وإلى من ليس أهله، فإن لم تصب من هو أهله، فأنت أهله).

3ـ إقامة الحياة الاجتماعية على أساس المعروف. حينما يكرّس الإنسان صناعة المعروف في نفسه فإنه سوف يخلق هذه السجية في المجتمع لأن هناك من سيسير على نهجه الحسن. لذلك علينا أن نرفض صفة الانتقائية في صناعة المعروف، لأن المعروف لا يكون منهجًا إلا إذا وصل للجميع ودون تمييز.

مأسسة المعروف

إن أفضل شيء لصناعة المعروف وتكريسه في المجتمع هو عن طريق مأسسة المعروف. أن نؤسس جهات مختصة لمساعدة الناس وتلبية الحاجات. والمؤسسة في الغالب تكون أدعى لترسيخ هذا الأمر وتفادي حالة الانتقائية في العطاء سيما إذا كان هدفها إنسانيًا صرفا. في المجتمعات الغربية يؤسسون جمعيات لمساعدة المحتاجين تشمل كثيرًا من بلدان العالم بغض النظر عن انتماءاتهم.

الإمام الحسين حين سمع الرجل يقول: إن المعروف إذا أسدي إلى غير أهله ضاع. قال له موضحًا: ليس كذلك يعني هو لا يضيع ولكن تكون الصنيعة مثل وابل المطر، تصيب البَّر والفاجر.

الجمعة, 08 أكتوبر 2010 العدد/836