التوافق تنشر تفاصيل أوراق المشاركين في منتدى حوار الحضارات

شبكة التوافق الإخبارية معصومة المقرقش

الخباز: الوحدة الوطنية تتحقق بالتعددية وإنصاف الحقوق والوحدة الوجدانية
الصفار: القيادة السياسية تطرح مشاريع وطنية يتطلع لها الجميع

تأخذ قضية التعايش ووحدة الوطن بُعداً واسعاً جرَّاء ما تتناقله بعض الفتاوى المحرضة والتي تمس إحدى الطائفتين في البلد الواحد. لكن على الرغم من بعض المنغصات التي تحاول تشويه علاقة الترابط بين أبناء الوطن ورغم الاختلاف العقائدي ترى ثلة مؤمنة أن طرح رؤية التعايش الوطني هو الجامع الذي لا يمكن لأحدٍ أن يزايد عليه الآخر.

وتجلت هذه المواقف الوطنية المتعددة الأطياف والتوجهات والمذاهب في الندوة الأخيرة التي أطلقها ورعاها منتدى حوار الحضارات برعاية الإعلامي فؤاد نصر الله والذي أقيم في محافظة القطيف شرق المملكة الأربعاء الماضي وجمعت نشطاء وناشطات ورجال دين من مختلف مناطق المملكة.

تماسك المجتمع السعودي بسلمه الاجتماعي

سعت الأطياف المشاركة في منتدى حوار الحضارات لان تكون خادمة للسلام الاجتماعي, لجميع مكونات المجتمع بكل مذاهبه, ومقوية لتماسك المجتمع السعودي وتعارفه ونابذة التنازع والتنافر والتميز العرقي والديني, ومعززة الحوار والتسامح والتعايش والتآخي في إطار الوطن الواحد.

ولأهمية هذه القضية (شبكة التوافق الإخبارية) ارتأت نشر الملامح المهمة والمحاور الرئيسة في أوراق المشاركين ضمن سلسلة حلقات سيتم نشرها تباعاً, واليكم الجزء الأول من هذه السلسلة والتي تم تسليط الضوء فيها على ورقتي سماحة آية الله السيد منير الخباز وسماحة الشيخ حسن الصفار.

الخباز: الوحدة الوطنية لابد أن ترتكز على ثلاث مرتكزات

في ورقته بالمنتدى أكد سماحة آية الله السيد منير الخباز أن وحدة الوطن لابد أن ترتكز على مرتكزات قوية حتى تحقق الغاية المرجوة وقال في ورقته: "هناك رابطتان وشيجتان تجمعان أبناء الوطن الكبير: الأولى عشق القيم الإنسانية والصدق والإخوة واحترام الآخر وحب النبي وآله, مشيرا إلى أن هذه القيم كفيلة أن تجمع أبناء الوطن في ظلال الإخوة والتعايش الودي".

واضاف: "وأما الرابطة الأخرى هي أننا أبناء هذه التربة المعطاءة نستفيد من خياراتها لبناء الوطن بناء شامخا, وأن الجميع يؤكدون على مبدأ الوحدة الوطنية, منبها أن هذه الوحدة تعتمد على مرتكزات قوية. وإذا لم تكن قوية لم تأتِ بثمارها بالشكل الذي يسعى إليه الجميع".

وتابع: "ومن أهم هذه المرتكزات الإيمان بالتعددية وتكريسها كواقع معاش لأن اختلاف الازدواجات الفكرية والمذهبية في هذا الوطن هو شاهد على التعددية ومظهر من مظاهر القوة لا الضعف, وبالتالي فان الإيمان بها وتكريسها كواقع معاش يفرض على الجميع احترام الآخر بطقوسه وشعائره ومبادئه وعدم فرض الرأي على الآخر يجعلنا نؤمن ونكتشف ايجابيات الآخر للاستفادة منها".

وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى عندما قال في كتابه العزيز: ﴿يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا قصد جل وعلا بالتعارف أن كل فريق عليه أن يكتشف طاقات الأخر ونتاجه ونماءه للاستفادة منه للبناء الحضاري, لان التعددية طريق بناء الأمة.

ومن مصداق حديث المصطفى : "المسلم للمسلم كالجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" بين سماحته أن المرتكز الثاني لمبدأ الوحدة القوية هي الوحدة الوجدانية الصادقة, فإذا شكا أو تألم جزء أو فريق من هذا الوطن نتيجة ظلم أو اعتداء أو نقص تداعى لها سائر أبناء هذا الوطن بالنصرة والكلمة المعبرة, لان صدق التعبير والمشاعر مظهر واضح وجلي للوحدة الصادقة.

موضحا أن أبناء القطيف عاشوا أروع المشاعر مع إخوانهم في دارين وعنك منذ أقدم السنين ، يحزنون لحزنهم ويفرحون لفرحهم ويدافعون عن مظلوميتهم لما يجري عليهم, وذلك من مقتضى الوحدة الوجدانية.

وتحدث عن المرتكز الثالث قائلا ً: "من مظاهر الوحدة الوطنية أن يعيش أبناء هذا الوطن الكبير إنصافاً في الحقوق, لأنهم يشتركون في المدارس والجامعات والشركات والمعاملات المختلفة", مشيرا إلى أن الحق أوسع الأشياء في التواصف وأضيقها عند التناصف.

الصفار: هناك من يسعى لعرقلة مشاريع الإصلاح ولابد من تحويلها إلى واقع عملي

فيما أوضح سماحة الشيخ حسن الصفار في ورقته "أن الذي دعاه للحضور إيمانه القوي بصلابة الوحدة الوطنية وتأكيد التعايش في الوطن الواحد, وأن القيادة السياسية تعلن شعارات إصلاحية وتطرح مشاريع وطنية يتطلع لها الجميع, مشددا على ضرورة تحويل هذه المشاريع الوطنية إلى واقع عملي على الأرض لان هناك من يسعى لعرقلة هذه التوجهات, وتجريدها من مضمونها ومحتواها". داعيا لوقفة وطنية شعبية تدعم هذه التوجهات وتحويلها لمشروع فعلي يتجاوز به الوطن.

وأشار سماحته أن من أهم هذه العراقيل والعقبات التي تواجه هذه الشعارات والمشاريع السياسية الوطنية التي تطرحها القيادة (اشغال أبناء الوطن والشعب بالخلافات الجانبية مرة باسم الخلاف الديني الليبرالي والآخر السني الشيعي وأخرى باسم النعرات القبلية).

واضاف: "علينا أن نكون في مستوى الوعي وان لا ننزلق إلى هذه الانزلاقات الخطيرة التي هدفها عرقلة مشاريع الإصلاح والتطوير, داعياً إلى أخذ العظة والعبرة من الصراعات والقضايا الإقليمية كلبنان والعراق والتي انتهت باعتراف الأطياف بعضها البعض والتعايش والاصطفاف الوطني.

وحرص في ختام ورقته بالقول: "ونحن في المملكة نريد أن ترسخ هذه الوحدة وأن لا تتكرر تلك الصراعات المذهبية والقبلية وهذا لا يأتي إلا إذا تحركت النخب الواعية والمثقفة بإصرار قوي على التواصل والتلاقي ووضع مشاريع عملية رغبة في الإصلاح والتطوير, وان نسعى جميعا لمواجهة ثقافة التعصب والتحريض والكراهية, فكلنا أبناء وطن ومستقبل واحد".

27/3/2010م