وبدأ سماحة الشيخ حديث بقوله: إن لحالة الإنسان النفسية أهمية كبرى في مواجهة تحديات ومشاكل الحياة، فكلما كانت نفسية الإنسان مضطربة فإن ذلك يورث اضطراباً عقلياً مما يؤثر على مواجهته للمشاكل الحياتية.

ثم قال سماحة الشيخ أن الناس تجاه مشاكل الحياة على أصناف:"/>

نحو استثمارٍ أفضل لعطلة الصيف - 2

مكتب الشيخ حسن الصفار محرر الموقع
أمَّ سماحة الشيخ حسن الصفار جموع المصلين بمسجد الشيخ علي المرهون "حفظه الله" في القطيف، اليوم الجمعة 3 ربيع الثاني 1423هـ. وكان حديث سماحته بعد الصلاة حول: الترفيه والترويح عن النفس. وقد افتتح سماحة الشيخ كلمته بقول الإمام الكاظم : «اجتهدوا في ان يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان الثقات، وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث الساعات».

وبدأ سماحة الشيخ حديث بقوله: إن لحالة الإنسان النفسية أهمية كبرى في مواجهة تحديات ومشاكل الحياة، فكلما كانت نفسية الإنسان مضطربة فإن ذلك يورث اضطراباً عقلياً مما يؤثر على مواجهته للمشاكل الحياتية.

ثم قال سماحة الشيخ أن الناس تجاه مشاكل الحياة على أصناف:

الصنف الأول: يُستغرقون في هموم الحياة ومشاكلها بحيث تُسيطر المشاكل على نفوسهم إلى حد الأرق والاضطراب. وهذه الحالة سلبية لأن مشاكل الحياة لا حد لها وهي مستمرةٌ ما دام في الإنسان روح، قال تعالى: ﴿يا أيها الإنسان إنك كادحٌ إلى رب كدحاً فملاقيه.

الصنف الثاني: يهرب من مشاكل الحياة. ومن نماذج ذلك الذين يتعاطون المخدرات نتيجة ضغوطٍ ومشاكل في حياتهم، ونموذج آخر يُقبل على البرامج المسلية بشكلٍ مفرط، وهذا يُضاعف المشكلة بدلاً من حلها.

الصنف الثالث: متوازن، يواجه المشكلة في موقع المواجهة، ولكنه لا يدعها تسيطر على نفسه.

بعد ذلك انتقل سماحة الشيخ في حديثه للحديث عن الترويح عن النفس والترفيه، وبدأ ذلك بطرح تعريفٍ للترويح عن النفس فقال: يواجه الإنسان هموم ومشاكل تضغط على نفسه، وهذا يُوجب تعباً وإرهاقاً نفسياً، وبالتالي يحتاج إلى وقتٍ للراحة من هذه الهموم، وذلك ليس هروباً من المشاكل وإنما لتجديد النشاط والحيوية والفاعلية.

ثم قال سماحة الشيخ: يعتقد البعض أن المؤمن ينبغي أن يعيش الجدية وهموم الدنيا والآخرة في جميع حياته, ولكن هذا الاعتقاد ليس له أساساً من الصحة. لأن سيرة النبي الأعظم وأهل بيته الأطهار تحكي عكس ذلك وهم (صلوات الله عليهم) قدوتنا في الحياة.

ثم قال سماحة الشيخ: يمكن فهرسة موضوع الترفيه والترويح عن النفس في الأمور التالية:

أولاً- الأمل الذي يعيشه الإنسان في ظل رحمة الله يُشكل أفقاً من آفاق الترويح عن النفس.


ثانياً- ممارسات الإنسان وتفاعله مع طبيعة الحياة ولذاتها.


فليس مطلوباً من الإنسان الابتعاد عن لذات الحياة يقول تعالى: ﴿قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق.
وفي الحديث الذي تصدر البحث نجد أن الإمام الكاظم يُقسم وقت الإنسان في حياته إلى أربع أوقات: وقتٌ لمناجاة الله، ووقتٌ للعمل، ووقتٌ للعلاقات الأخوية، ووقتٌ لممارسة اللذات غير المحرمة، ثم يُعقب الإمام فيقول: «وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث الساعات.»

ثالثاً- أخلاق البشر والبشاشة في التعامل مع الآخرين.


قال رسول الله : «إني لأمزح ولا أقول إلا حقاً؛» وقال أمير المؤمنين في صفات المتقين: «بشره في وجهه».

ولذا تجد أن الروايات أتت تترى بهذا الصدد، ففي وسائل الشيعة وهو من الكتب المعتمدة في الحديث، يوجد به باباً اسمه: باب الخروج لطلب النزهة.

وأيضاً تجد أن الحكومات ترصد ميزانية خاصة من أجل الترفيه فوجود الشواطئ والمنتزهات والحدائق كل ذلك له الأثر الكبير على النفس.

من هنا فإن مسألة الترفيه والترويح عن النفس مسألةٌ مهمة وخصوصاً في أيام العطل الصيفية إذ ينبغي على المؤمنين الواعين أن يُكثفوا من برامج الترفيه حتى يكونوا هم السبّاقين لذلك قبل غيرهم وفي ذلك أثرٌ كبير على النفس إذ يُجدد النشاط والحيوية ويُعطي دافعاً قوياً باتجاه العمل والفاعلية.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.